فعقله لا توازيه العقول ، وهل |
|
يوازن الطود ما قد طال من أكم؟ (١) |
إيه جميع الورى من بدو او حضر |
|
نداء مرتبط بالنصر مرتسم |
شدّوا وجدّوا ولا تعنوا ولا تهنوا |
|
قد لفّها الليل بالسّوّاقة الحطم (٢) |
هذا الإمام المرينيّ السعيد له |
|
سعد يؤيده في كل مصطدم |
قد أقسمت أنه المنصور ألسنة |
|
من نخبة الأوليا مبرورة القسم |
فشيّعوه ووالوه تروا عجبا |
|
وتظفروا معه بالأجر والغنم |
والحمد لله إذ أبقى خلافته |
|
كهفا لنا من يخيم فيه لم يرم |
حرز حريز وعزّ قائم وندى |
|
غمر دراك بلا منّ ولا سأم |
دامت ودام لها سعد يساعدها |
|
في كل مبتدإ منه ومختتم |
فالله عز اسمه قد زانها بحلى |
|
من غرّ أمداحه كالدّرّ في النّظم |
الواهب الألف بعد الألف من ذهب |
|
كالجمر يلمع في مستوقد الضّرم |
والفاعل الفعل لم يهمم به أحد |
|
والقائل القول فيه حكمة الحكم |
ذاكم هو الشيخ فاعجب إنه هرم |
|
جودا وحاشاه أن يعزى إلى هرم (٣) |
وحسبنا أن أيدينا به اعتصمت |
|
من حبله بوثيق غير منفصم |
فما محالفه يوما بمضطهد |
|
ولا مؤالفه يوما بمهتضم (٤) |
ولا موافيه في جهد بمطّرح |
|
ولا مصافيه في ودّ بمتّهم |
ولا محيّا محبّيه بمنكسف |
|
ولا رجاء مرجّيه بمنخرم (٥) |
وما تكرّمه سرا بمنكشف |
|
ولا تنكّره جهرا بمكتتم |
وليس لامح مرآه بمكتئب |
|
وليس راضع جدواه بمنفطم |
__________________
(١) الطود : الجبل. والأكم : جمع أكمة وهي الهضبة.
(٢) أخذ هذا من قول الحطم :
قد لفها الليل بسواق حطم |
|
ليس براعي إبل ولا غنم |
ولا بجزار على ظهر وضم |
(٣) هرم : هو هرم بن سنان ممدوح زهير بن أبي سلمى المزني.
(٤) اهتضم حقه : ضاع.
(٥) في ب «ولا محيا محييه ...».