ولا مقبل يمناه الكريمة في |
|
محلّ ممتهن بل دست محترم |
وما وسيلتنا العظمى إليه سوى |
|
ما ليس ينكر ما فيها من العظم |
وإنّما هي وما أدراك ما هي من |
|
وسيلة ردّها أدهى من الوخم |
نبيّنا المصطفى الهادي بخير هدى |
|
محمد خير خلق الله كلّهم |
داعي الورى من أولي خيم وأهل قرى |
|
إلى طريق رشاد لاحب أمم (١) |
عليه منا صلاة الله ما ذكرت |
|
(أمّن تذكّر جيران بذي سلم) (٢) |
وما تشفّع فيها بالشّفيع له |
|
دخيل حرمته العلياء في الحرم |
ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ، أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين ، ربنا عليك توكلنا ، وإليك أنبنا ، وإليك المصير ، ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم ، نعم المولى ونعم النصير.
أما بعد حمد الله الذي لا يحمد على السراء والضراء سواه ، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد الذي طلع طلوع الفجر بل البدر فلاح ، يدعو إلى سبيل كل فلاح ، أولي قلوب غافلة ونفوس سواه ، والرضا عن آله وأصحابه وعترته الأكرمين وأحزابه الذين تلقوا بالقبول ما أورده عليهم من أوامر ونواه (٣) وعزروه ونصروه في حال قربه ونواه (٤) ، فيا مولانا الذي أولانا من النعم ما أولانا لا حطّ الله تعالى لكم من العزة أرواقا (٥) ، ولا أذوى لدوحة دولتكم أغصانا ولا أوراقا ، ولا زالت مخضرة العود ، مبتسمة عن زهرات البشائر متحفة بثمرات السعود ، ممطورة بسحائب البركات المتداركات دون برق (٦) ولا رعود ، هذا مقام العائذ بمقامكم ، المتعلق بأسباب ذمامكم ، المترجّي لعواطف قلوبكم وعوارف إنعامكم المقبل الأرض تحت أقدامكم ، المتلجلج اللسان عند محاولة مفاتحة كلامكم ، وما (٧) الذي يقول من وجهه خجل ، وفؤاده وجل ، وقضيته المقضية عن التنصل والاعتذار تجلّ ، بيد أني أقول لكم ما أقوله لربي
__________________
(١) اللاحب : الطريق الواضح. والأمم بفتح الهمزة والميم : القريب.
(٢) ضمن هذا البيت صدر مطلع قصيدة البوصيري (البردة) والبيت بتمامه :
أمن تذكر جيران بذي سلم |
|
مزجت دمعا جرى من مقلة بدم |
(٣) نواه : جمع نهي.
(٤) عزروه : آزروه وساعدوه وناصروه. ونواه : بعده.
(٥) كذا في أ، ج ، ه. وفي ب «رواقا».
(٦) في ب ، ه «دون بروق».
(٧) في أ«وما ذا».