بالنصب (١) على الاشتغال (٢).
قال الزمخشري : «وهو أحسن (٣) من (سورة أنزلناها) لأجل الأمر» (٤).
وقرىء : «والزّان» (٥) بلا ياء (٦).
ومعنى «فاجلدوا» : فاضربوا (كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ) ، يقال : جلده : إذا ضرب جلده ، كما يقال : رأسه وبطنه : إذا ضرب رأسه وبطنه ، وذكر بلفظ الجلد لئلا يبرح ، ولا يضرب بحيث يبلغ اللحم.
قوله (تعالى) (٧) : (وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ) : رحمة ورقة.
قرأ العامة هنا وفي الحديد (٨) بسكون همزة «رأفة». وابن كثير بفتحها (٩).
وقرأ ابن جريج وتروى أيضا عن ابن كثير وعاصم «رآفة» بألف بعد الهمزة (١٠) بزنة «سحابة». وكلها مصادر ل «رأف به يرؤف» ، وتقدم معناه ، وأشهر المصادر الأول ، ونقل أبو البقاء فيها لغة رابعة ، وهي إبدال الهمزة ألفا (١١) ، وهذا ظاهر.
وقرأ العامة «تأخذكم» بتاء التأنيث مراعاة للفظ.
وعليّ بن أبي طالب والسّلميّ ومجاهد بالياء من تحت (١٢) ، لأنّ التأنيث مجازيّ ، وللفصل (١٣) بالمفعول والجار (١٤).
__________________
(١) المختصر (١٠٠) ، المحتسب ٢ / ١٠٠ ، البحر المحيط ٦ / ٤٢٧.
(٢) قال ابن جني عند توجيهه لهذه القراءة : (وهذا منصوب بفعل مضمر أيضا ، أي : اجلدوا الزانية والزاني ، فلما أضمر الفعل فسره بقوله : «فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ»وجاز دخول الفاء في هذا الوجه لأنه موضع أمر ، ولا يجوز زيدا فضربته لأنه خبر) المحتسب ٢ / ١٠٠.
(٣) يريد أن نصب الزانية والزاني أحسن من نصب سورة لأجل الأمر.
(٤) الكشاف ٣ / ٥٩.
(٥) في ب : والزاني. وهو تحريف.
(٦) قال الفراء : (وهي في قراءة عبد الله محذوفه الياء (الزّان) مثل ما جرى في كتاب الله كثيرا من حذف الياء من : الداع ، والمناد ، والمهتد ، وما أشبه ذلك) معاني القرآن ٢ / ٢٤٥ وانظر المختصر (١٠٠).
وهي قراءة شاذة غير متواترة كما أنها ضعيفة إذ حذفت لام الكلمة دون موجب للحذف لأنه لم يقع بعدها ساكن.
(٧) تعالى : سقط من الأصل.
(٨) يشير إلى قوله تعالى : «وَجَعَلْنا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً» [الحديد : ٢٣].
(٩) أي بفتح الهمزة هنا ، وإسكانها في الحديد. السبعة (٤٥٢) ، الكشف ٢ / ١٣٣ ، النشر ٢ / ٢٣٠ الإتحاف (٣٢٢).
(١٠) المختصر (١٠٠) ، البحر المحيط ٦ / ٤٢٩.
(١١) قال أبو البقاء : (والرأفة فيها أربعة أوجه : إسكان الهمزة ، وفتحها ، وإبدالها ألفا وزيادة ألف بعدها ، وكلّ ذلك لغات قد قرىء بها) التبيان ٢ / ٩٦٤.
(١٢) معاني القرآن للفراء ٢ / ٢٤٥ ، المختصر (١٠٠) ، البحر المحيط ٦ / ٤٢٩.
(١٣) في ب : والفصل.
(١٤) في ب : والحال. وهو تحريف.