اللّباب في علوم الكتاب [ ج ١٤ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في اللّباب في علوم الكتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

٣٨٧٤ ـ في لجّة أمسك فلانا عن فل (١)

وليس (فل) مرخما من (فلان) خلافا للفراء (٢). وزعم أبو حيان أنّ ابن عصفور (٣) وابن مالك (٤) ، وابن العلج (٥) وهموا في جعلهم (فل) كناية عن علم من يعقل (فلان) (٦). ولام (فل) و (فلان) فيها وجهان :

أحدهما : أنها واو.

والثاني : أنها ياء (٧).

فصل

تقدم الكلام في (يا وَيْلَتى) في هود (٨). (لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً) يعني أبيّ بن خلف (لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ) عن الإيمان والقرآن ، (بَعْدَ إِذْ جاءَنِي) يعني الذكر مع الرسول (وَكانَ الشَّيْطانُ) وهو كل متمرد عات من الجن والإنس ، وكل من صدّ عن سبيل الله فهو شيطان (٩). وقييل: أشار إلى خليله (١٠). وقيل : أراد إبليس ، فإنه الذي حمله على أن صار خليلا لذلك المضل ، ومخالفة الرسول ، ثم خذله (١١) ، وهو معنى قوله : (لِلْإِنْسانِ خَذُولاً) أي : تاركا يتركه ويتبرأ منه عند نزول البلاء والعذاب (١٢).

وقوله : (وَكانَ الشَّيْطانُ) يحتمل أن تكون هذه الجملة من مقول الظالم فتكون منصوبة المحل بالقول. وأن تكون من مقول الباري تعالى فلا (١٣) محل لها ، لاستئنافها (١٤).

__________________

(١) رجز قاله أبو النجم. تقدم تخريجه.

(٢) هذا القول منسوب للكوفيين. انظر شرح التصريح ٢ / ١٨٠ ، الهمع ١ / ١٧٧ ونسبه إلى الفراء أبو حيان في البحر المحيط ٦ / ٤٩٦.

(٣) قال ابن عصفور : (وقد اختصت العرب بعض الأسماء بالنداء وهو أبت ، وأمت واللهم ، وفل ، وهو كناية عن العلم) المقرب (١٩٩).

(٤) قال ابن مالك : (فمن ذلك قولهم للرجل : يا فل ـ بمعنى يا فلان ـ وللمرأة يا فلة ـ بمعنى يا فلانة) شرح الكافية الشافية ٣ / ١٣٢٩.

(٥) انظر شرح التصريح ٢ / ١٧٩.

(٦) انظر البحر المحيط ٦ / ٤٩٦.

(٧) قال صاحب اللسان : (وروي عن الخليل أنه قال : فلان نقصانه ياء أو واو من آخره ، والنون زائدة ، لأنك تقول في تصغيره : فليان ، فيرجع إليه ما نقص وسقط منه ، ولو كان فلان مثل دخان لكان تصغيره فلين مثل دخين ، ولكنهم زادوا ألفا ونونا على فل) اللسان (فلن). ويرى سيبويه أن لام (فل وفلان) نون فإنه قال : (ومن ذلك فل ، تقول : فلين. وقولهم : فلان دليل على أن ما ذهب لام وأنها نون. وفل وفلان معناهما واحد) الكتاب ٣ / ٤٥٢.

(٨) عند قوله تعالى : «قالَتْ يا وَيْلَتى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهذا بَعْلِي شَيْخاً» [هود : ٧٢].

(٩) انظر البغوي ٦ / ١٧٣.

(١٠) انظر الفخر الرازي ٢٥ / ٧٦.

(١١) المرجع السابق.

(١٢) انظر البغوي ٦ / ١٧٣.

(١٣) في ب : ولا.

(١٤) انظر الكشاف ٣ / ٩٦ ، تفسير ابن عطية ١١ / ٣٤ ـ ٣٥ ، البحر المحيط ٦ / ٤٩٦.