وأبو عمرو والكسائي وحمزة على أصولهم في إدغام الذال في التاء (١).
وقرأ أبيّ : «تتلقّونه» بتاءين (٢) ، وتقدم أنها الأصل. وقرأ ابن السميفع في رواية عنه : «تلقونه» بضم التاء وسكون اللام وضم القاف (٣) مضارع : ألقى إلقاء.
وقرأ هو في رواية أخرى : «تلقونه» بفتح التاء وسكون اللام وفتح القاف (٤) مضارع : لقي. وقرأ ابن عباس وعائشة وعيسى وابن يعمر وزيد بن علي بفتح التاء وكسر اللام وضم القاف (٥) من ولق الرجل : إذا كذب. قال ابن سيدة (٦) : جاءوا بالمتعدي شاهدا على غير المتعدي ، وعندي (٧) أنه أراد : تلقون فيه ، فحذف الحرف ، ووصل الفعل للضمير (٨) ، يعني (٩) : أنهم جاءوا ب «تلقّونه» وهو متعد مفسرا ب «تكذبون» وهو غير متعد ، ثم حمله على ما ذكر. وقال الطبري (١٠) وغيره (١١) : إن هذه اللفظة مأخوذة من الولق وهو الإسراع بالشيء بعد الشيء ، كعدو (١٢) في إثر عدو ، وكلام في إثر كلام ، يقال : ولق في سيره أي : أسرع ، وأنشد :
٣٨٢٠ ـ جاءت به عيس من الشّام تلق (١٣)
وقال أبو البقاء : أي : يسرعون فيه ، وأصله من «الولق» وهو الجنون (١٤).
وقرأ زيد بن أسلم وأبو جعفر : «تألقونه» بفتح التاء وهمزة ساكنة ولام مكسورة وقاف مضمومة(١٥) من «الألق» وهو الكذب (١٦). وقرأ يعقوب (١٧) : «تيلقونه» بكسر التاء من فوق ،
__________________
(١) السبعة (٤٥٣ ـ ٤٥٤) تفسير ابن عطية ١٠ / ٤٦١ ، الإتحاف (٣٢٣).
(٢) المختصر (١٠٠) ، تفسير ابن عطية ١٠ / ٤٦١.
(٣) المحتسب ٢ / ١٠٤ ، تفسير ابن عطية ١٠ / ٤٦١ ، البحر المحيط ٦ / ٤٣٨.
(٤) البحر المحيط ٦ / ٤٣٨.
(٥) «تلقونه». المختصر (١٠٠) ، المحتسب ٢ / ١٠٤ ، تفسير ابن عطية ١٠ / ٤٦١ ، البحر المحيط ٦ / ٤٣٨.
(٦) تقدم.
(٧) في ب : فصل وعند.
(٨) المحكم ٦ / ٣٥٠.
(٩) في ب : معنى.
(١٠) جامع البيان ١٨ / ٧٨.
(١١) منهم ابن جني انظر المحتسب ٢ / ١٠٤.
(١٢) في ب : لعدو.
(١٣) رجز قاله القلاخ بن حزن المنقري ، وهو في ملحقات ديوان الشماخ (٤٥٣) ومعاني القرآن للفراء ٢ / ١٠٤ ، المحتسب ٢ / ١٠٤ ، الخصائص ١ / ٩٠ ، ٣ / ٢٩١ ، المخصص ٣ / ٥٤ ، ٧ / ١٠٩ ، المحكم ٦ / ٣٥٠ ، تفسير ابن عطية ١٠ / ٤٦٢ ، ابن يعيش ٩ / ١٤٥ ، اللسان (أنق ، زلق ، ولق). العيس : الإبل البيض ، وروي : (عنس) وهي الناقة القوية. والشاهد فيه قوله : (تلق) فإنه بمعنى تسرع ، وهو لازم ، ويتعدى بحرف جر محذوف ، أي : تلق به.
(١٤) التبيان ٢ / ٩٦٧.
(١٥) المختصر (١٠٠) ، البحر المحيط ٦ / ٤٣٨.
(١٦) قال الفراء : (ويقال في الولق من الكذب : هو الألق والإلق ، وفعلت منه : ألقت ، وأنتم تألقونه) معاني القرآن ٢ / ٢٤٨.
(١٧) في رواية المازني.