يكون [ل (لا)](١) حينئذ خبر (٢) ، لأنها داخلة على ذلك الفعل المقدر ، وهذا موضع حسن (٣).
قوله : «يومئذ للمجرمين» قد تقدّم في «يومئذ» أوجه ، وجوّز أبو البقاء أن يكون منصوبا ب «بشرى» ، قال : إذا قدّرت أنها منونة غير مبنيّة مع (لا) ، ويكون الخبر «للمجرمين» (٤). وجوّز ـ أيضا ـ هو والزمخشري أن يكون «يومئذ» تكريرا (ل «يوم) (٥) يرون» (٦) وردّه أبو حيان سواء أريد بالتكرير (٧) التوكيد اللفظيّ أم أريد به البدل قال : لأنّ «يوم» منصوب بما تقدم ذكره من (اذكر) (أو من) (٨) (يعدمون) البشرى ، وما بعد (لا) العاملة في الاسم لا يعمل فيه (٩) ما قبلها ، وعلى تقدير ما ذكراه (١٠) يكون العامل فيه ما قبل (لا) (١١). وما ردّه ليس بظاهر ، لأنّ الجملة المنفية معمولة للقول المضمر الواقع حالا من «الملائكة» ، و (١٢) «الملائكة» معمولة ل «يرون» ، و «يرون» معمول ل «يوم» خصّصا (١٣) بالإضافة ، ف (لا) (١٤) وما في حيزها من تتمة الظرف الأول من حيث إنها معمولة لبعض ما في حيزه ، فليست بأجنبية ولا (١٥) مانعة من أن يعمل ما قبلها فيما بعدها.
والعجب له كيف تخيل هذا وغفل عما تقدم فإنه واضح مع التأمل. و «للمجرمين» من وضع الظاهر موضع المضمر (١٦) شهادة عليهم بذلك. والضمير في «يقولون» يجوز عوده للكفار (١٧) (أو للملائكة (١٨)) (١٩). و «حجرا» من المصادر الملتزم إضمار (٢٠) ناصبها ، ولا يتصرّف فيه نحو معاذ الله ، وقعدك ، وعمرك ، وهذه كلمة كانوا يتكلمون بها عند لقاء عدوّ وهجوم نازلة ، ونحو ذلك يضعونها موضع الاستعاذة ، قال سيبويه : ويقول الرجل للرجل : أتفعل كذا فيقول : حجرا (٢١) وهي من حجره : إذا منعه ، لأنّ المستعيذ
__________________
(١) ما بين المعقوفين سقط من ب.
(٢) في النسختين : خبرا. والصواب ما أثبته.
(٣) الدر المصون ٥ / ١٣٣.
(٤) التبيان ٢ / ٩٨٣ ـ ٩٨٤.
(٥) ما بين القوسين في ب : اليوم. وهو تحريف.
(٦) انظر الكشاف ٣ / ٩٤ ، التبيان ٢ / ٩٨٣.
(٧) في ب : التكرار.
(٨) ما بين القوسين في ب : أمن. وهو تحريف.
(٩) في ب : فيما.
(١٠) في ب : ما ذكره. وفي البحر المحيط : وعلى تقديره يكون ....
(١١) البحر المحيط ٦ / ٤٩٢.
(١٢) في ب : ف.
(١٣) في ب : خصصنا.
(١٤) ما بين القوسين في ب : كلام.
(١٥) في ب : فلا.
(١٦) انظر الكشاف ٣ / ٩٤.
(١٧) واستظهره أبو حيان. انظر البحر المحيط ٦ / ٤٩٢.
(١٨) انظر البحر المحيط ٦ / ٤٩٣.
(١٩) في النسختين : وللملائكة. والصواب ما أثبته.
(٢٠) إضمار : سقط من ب.
(٢١) انظر الكتاب ١ / ٣٢٦.