أو متعلقا بما تعلّق به الخبر ، وأن يكون «يومئذ» صفة ل «بشرى» (١) والخبر «للمجرمين» ، ويجيء خلاف سيبويه والأخفش هل الخبر لنفس «لا» أو (٢) الخبر للمبتدأ الذي هو مجموع «لا» وما بني معها (٣).
وإن كان في نية التنوين وهو معرب ، (جاز أن يكون «يومئذ» ، و «للمجرمين» خبرين ، و) (٤) جاز أن يكون «يومئذ» خبرا و «للمجرمين» صفة ، والخبر إذا كان الاسم ليس مبنيا لنفس «لا» بإجماع (٥). قال شهاب الدين : قوله (٦) : واحتمل أن يكون في نية التنوين إلى آخره لا يتأتّى إلّا على قول أبي إسحاق (٧) ، وهو أنه يرى أنّ اسم (لا) النافية للجنس معرب (٨) ، ويعتذر عن حذف التنوين بكثرة الاستعمال ويستدل عليه بالرجوع إليه في الضرورة ، وينشد :
٣٨٧٠ ـ ألا رجلا جزاه الله خيرا (٩)
ويتأوله البصريون على إضمار : ألا ترونني رجلا ، وكان يمكن الشيخ أن يجعله معربا كما ادّعى بطريق أخرى ، وهو (١٠) : أن يجعل «بشرى» عاملة في «يومئذ» (١١) أو في «للمجرمين» ، فيصير من قبيل المطوّل (١٢) ، والمطوّل معرب ، لكنه لم يلم بذلك ، وسيأتي شيء من هذا في كلام أبي البقاءرحمهالله.
ويجوز أن يكون «بشرى» معربا منصوبا بطريق أخرى ، وهي أن تكون منصوبة بفعل مقدّر ، أي : لا يبشّرون بشرى ، كقوله تعالى : (لا مَرْحَباً بِهِمْ)(١٣)) (١٤) ، (و) (١٥) لا أهلا ولا سهلا ، إلّا أن كلام الشيخ لا يمكن تنزيله على هذا لقوله : جاز أن يكون «يومئذ» و «للمجرمين» خبرين (١٦) ، فقد حكم أن لها خبرا ، وإذا جعلت منصوبة بفعل مقدر لا
__________________
(١) في ب : للبشرى. وهو تحريف.
(٢) في ب : و. وهو تحريف.
(٣) انظر معاني القرآن ١ / ١٧٤ ، والهمع ١ / ١٤٦.
(٤) ما بين القوسين سقط من ب.
(٥) البحر المحيط ٦ / ٤٩٢.
(٦) قوله : سقط من ب.
(٧) هو أبو إسحاق الزجاج.
(٨) فالفتحة عنده إعراب لا بناء. انظر شرح الكافية ١ / ١٥٥.
(٩) صدر بيت من الوافر ، قاله عمرو بن قعاس أو قنعاس المرادي ، وعجزه :
يدلّ على محصّلة تبيت
وقد تقدم.
(١٠) في الأصل : وهي.
(١١) على أن تكون «بشرى» غير مبنية مع (لا). انظر البيان ٢ / ٢٠٣ ، التبيان ٢ / ٩٨٣.
(١٢) المراد به الشبيه بالمضاف ، وهو ما اتصل به شيء من تمام معناه ، مثل يا طالعا جبلا. فهذا معرب لشبهه بالمضاف.
(١٣) [ص : ٥٩]. والاستشهاد بالآية على أن «مرحبا» منصوب بفعل مقدر ، والتقدير : لا يسمعون مرحبا.
(١٤) ما بين القوسين سقط من ب.
(١٥) تكملة ليست في المخطوط.
(١٦) في ب : خبر. وانظر البحر المحيط ٦ / ٤٩٢.