.........................................
____________________________________
قال : وهل يتركني الدهر أن أنساه؟!» (١).
وأمّا حديث الطرماح فهو ما رواه الشيخ الأديب أبو بكر بن عبد العزيز البستي بالأسانيد الصحاح أنّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام لمّا رجع من وقعة الجمل كتب إليه معاوية بن أبي سفيان عليه اللعنة :
بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله وابن عبد الله معاوية بن أبي سفيان إلى علي بن أبي طالب أمّا بعد فقد اتّبعت ما يضرّك وتركت ما ينفعك وخالفت كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وآله وقد انتهى إليّ ما فعلت بحواري رسول الله صلى الله عليه وآله طلحة والزبير واُمّ المؤمنين عائشة ، فوالله لأرمينّك بشهاب لا تطفيه المياه ولا تزعزعه الرياح إذا وقع وقب ، وإذا وقب ثقب ، وإذا ثقب نقب ، وإذا نقب التهب ، فلا تغرنّك الجيوش واستعدّ للحرب فإنّي ملاقيك بجنود لا قبل لك بها والسلام.
فلمّا وصل الكتاب إلى أمير المؤمنين عليه السلام فكّه وقرأه ودعى بدواة وقرطاس وكتب إليه :
«بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله وابن عبده علي بن أبي طالب أخي رسول الله وابن عمّه ووصيّه ومغسّله ومكفّنه وقاضي دَينه وزوج إبنته البتول وأبي سبطيه الحسن والحسين إلى معاوية بن أبي سفيان.
أمّا بعد فإنّي أفنيت قومك يوم بدر وقتلت عمّك وخالك وجدّك ، والسيف الذي قتلتهم به معي ، يحمله ساعدي بثبات من صدري ، وقوّة من بدني ، ونصرة من ربّي كما جعله النبي صلى الله عليه وآله في كفّي.
فوالله ما اخترت على الله ربّاً ، ولا على الإسلام ديناً ، ولا على محمّد نبيّاً ، ولا
__________________
(١) سفينة البحار : ج ٦ ص ١٨٤.