.........................................
____________________________________
على السيف بدلاً ، فبالغ من رأيك ، فاجتهد ولا تقصّر فقد استحوذ عليك الشيطان ، واستفزّك الجهل والطغيان ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
والسلام على من اتّبع الهدى وخشي عواقب الردى.
ثمّ طوى الكتاب وختمه ودعى رجلاً من أصحابه يقال له : الطرماح بن عدي بن حاتم الطائي وكان رجلاً جسيماً طويلاً أديباً لبيباً فصيحاً لَسِناً متكلّماً لا يكلّ لسانه ولا يعيي عن الجواب ، فعمّمه بعمامته ، ودعى له بجمل بازل وثيق فائق أحمر ، فسوّى راحلته ، ووجّهه إلى دمشق ، فقال له : يا طرماح انطلق بكتابي هذا إلى معاوية بن أبي سفيان وخذ الجواب.
فأخذ الطرماح الكتاب ، وكوّر بعمامته ، وركب مطيّته ، وانطلق حتّى دخل دمشق فسأل عن دار الإمارة فلمّا وصل إلى الباب قال له الحجّاب : من بغيتك؟
قال : اُريد أصحاب الأمير أوّلاّ ثم الأمير ثانياً.
فقالوا له : من تريد منهم؟
قال : اُريد جعشماً وجرولاً ومجاشعاً وباقعاً ـ وكان أراد أبا الأعور السلمي وأبا هريرة الدّوسي وعمرو بن العاص ومروان بن الحكم ـ.
فقالوا : هم بباب الخضراء يتنزّهون في بستان.
فانطلق وسار حتّى أشرف على ذلك الموضع فإذا قوم ببابه فقالوا : جاءنا أعرابي بدوي دوين إلى السماء تعالوا نستهزىء به ، فلمّا وقف عليهم قالوا : يا أعرابي هل عندك من السماء خبر؟
فقال : بلى ، الله تعالى في السماء ، وملك الموت في الهواء ، وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب في القفاء ، فاستعدّوا لما ينزل عليكم من البلاء ، يا أهل الشقاوة والشقاء.
قالوا : من أين أقبلت؟