.........................................
____________________________________
قال : من عند حرّ تقي نقيّ زكيّ مؤمن رضيّ مرضيّ.
فقالوا : وأي شيء تريد؟
فقال : اُريد هذا الدعي الرديّ المنافق المردي الذي تزعمون أنّه أميركم ، فعلموا أنّه رسول أمير المؤمنين علي عليه السلام إلى معاوية.
فقالوا : هو في هذا الوقت مشغول.
قال : بماذا بوعد أو وعيد؟
قالوا : لا ولكنّه يشاور أصحابه فيما يلقيه غداً.
قال : فسحقاً له وبُعداً.
فكتبوا إلى معاوية بخبره : أمّا بعد فقد ورد من عند علي بن أبي طالب رجل أعرابي بدوي فصيح لسن طلق ذلق ، يتكلّم فلا يكلّ ، ويطيل فلا يملّ فأعد لكلامه جواباً بالغاً ، ولا تكن عنه غافلاً ولا ساهياً والسلام.
فلمّا علم الطرماح بذلك أناخ راحلته ، ونزل عنها وعقلها ، وجلس مع القوم الذين يتحدّثون.
فلمّا بلغ الخبر إلى معاوية أمر إبنه يزيد أن يخرج ويضرب المصاف على باب داره ، فخرج يزيد وكان على وجهه أثر ضربة ، فإذا تكلّم كان جهير الصوت فأمر بضرب المصاف ففعلوا ذلك ، وقالوا للطرماح ، هل لك أن تدخل على باب أمير المؤمنين؟
فقال : لهذا جئت وبه اُمرت ، فقال إليه ومشى ، فلمّا رأى أصحاب المصاف وعليهم ثياب سود فقال : من هؤلاء القوم كأنّهم زبانية لمالك على ضيق المسالك؟ فلمّا دنى من يزيد نظر إليه فقال : من هذا الميشوم ابن الميشوم ، والواسع الحلقوم ، المضروب على الخرطوم؟!