.........................................
____________________________________
فقالوا : مه يا أعرابي ابن الملك يزيد.
فقال : ومن يزيد لا زاد الله مزاده ولا بلّغه مراده ومن أبوه؟ كانا قدماً غائصين في بحر الجلافة ، واليوم استويا على سرير الخلافة ، فسمع يزيد ذلك واستشاط وهمّ بقتله غضباً ثمّ كره أن يحدث دون إذن أبيه فلم يقتله خوفاً منه وكظم غيظه وخبا ناره وسلّم عليه فقال : يا أعرابي إنّ أمير المؤمنين يقرأ عليك السلام.
فقال : سلامه معي من الكوفة.
فقال يزيد : سلني عمّا شئت ، فقد أمرني أمير المؤمنين بقضاء حاجتك.
فقال : حاجتي إليه أن يقوم من مقامه حتّى يجلس من هو أولى منه بهذا الأمر!!
قال : فماذا تريد آنفاً؟
قال : الدخول عليه.
فأمر برفع الحجاب وأدخل إلى معاوية وصواحبه.
فلمّا دخل الطرماح وهو متنعّل قالوا له : اخلع نعليك.
فالتفت يميناً وشمالاً ثمّ قال : هذا ربّ الواد المقدّس فأخلع نعلي؟! فنظر فإذا هو معاوية قاعد على السرير مع قواعده وخاصّته ، ومثل بين يديه خدمه فقال : السلام عليك أيّها الملك العاصي.
فقرب إليه عمرو بن العاص فقال : ويحك يا أعرابي ، ما منعك أن تدعوه بأمير المؤمنين؟
فقال الأعرابي : ثكلتك اُمّك يا أحمق ، نحن المؤمنون ، فمن أمّره علينا بالخلافة.
فقال معاوية : ما معك يا أعرابي؟
فقال : كتاب مختوم من إمام معصوم.
فقال : ناولنيه.