.........................................
____________________________________
قال : أكره أن أطأ بساطك.
قال : ناوله وزيري هذا وأشار إلى عمرو بن العاص.
فقال : هيهات هيهات ظلم الأمير وخان الوزير.
فقال : ناوله ولدي هذا وأشار إلى يزيد.
فقال : ما نرضى بإبليس فكيف بأولاده؟
فقال : ناوله مملوكي اشتريته من غير حلّ وتستعمله في غير حقّ!!!
قال : ويحك يا أعرابي فما الحيلة وكيف نأخذ الكتاب؟
فقال الأعرابي : أن تقوم من مقامك وتأخذه بيدك على غير كره منك ، فإنّه كتاب رجل كريم وسيّد عليم وحبر حليم بالمؤمنين رؤوف رحيم.
فلمّا سمع منه معاوية وثب من مكانه وأخذ منه الكتاب بغضب ، وفكّه وقرأه ووضعه تحت ركبتيه ، ثمّ قال : كيف خلّفت أبا الحسن والحسين؟
قال : خلّفته بحمد لله كالبدر الطالع ، حواليه أصحابه كالنجوم الثواقب اللوامع ، إذا أمرهم بأمر ابتدروا إليه ، وإذا نهاهم عن شيء لم يتجاسروا عليه ، وهو من بأسه يا معاوية في تجلّد بطل شجاع سميدع ، إن لقي جيشاً هزمه وأرداه ، وإن لقي قرناً سلبه وأفناه ، وإن لقي عدوّاً قتله وجزاه.
قال معاوية : كيف خلّفت الحسن والحسين؟
قال : خلّفتهما بحمد الله شابّين نقيّين تقيّين زكيّين عفيفين صحيحين سيّدين طيّبين فاضلين عاقلين عالمين مصلحين في الدنيا والآخرة.
فسكت معاوية ساعة فقال : ما أفصحك يا أعرابي؟
قال : لو بلغت باب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام لوجدت الاُدباء