في الفقيه (١) ؛ لخبرين (٢) قاصري السند مختصّ أحدهما بحال حضوره عليهالسلام ، مع أنّه لا يقول به ، بل يخصّ ذلك بحال الغيبة ، كما هو محل البحث.
مع أنّ بعض المحدّثين (٣) حكى عن بعض النسخ : همشيريجه بالياء بعد الشين بدل همشهريجه بالهاء بعد الشين وقال : المراد به : الأخ الرضاعي. فلا دخل لهما بمحل البحث ، مع شذوذهما على هذا التقدير ، وإن دلّ على ما دلاّ عليه بعض النصوص ، كالخبر الضعيف بسهل : ما تقول في رجل مات وليس له وارث إلاّ أخاً له من الرضاعة ، يرثه؟ قال : « نعم » (٤) الخبر.
ولا قائل بذلك من الأصحاب ، كما صرّح به جدّي المجلسي رحمهالله في شرحه على الفقيه ، فقال : ولا خلاف في أنّ ولد الرضاعة ما يرث (٥). انتهى.
ومع ذلك لا بأس به إن كان الهمشهريج متعدّداً ، ومن جملة الفقراء ، فإنّ فيه جمعاً بين الأقوال.
واعلم أنّ إطلاق الفقير في عبائر الأصحاب يشمل الهاشمي وغيره من العوام ، والأولى بل لعلّه المعيّن عند الأحقر تخصيص الأوّل به ؛ لما ورد من أنّ السادات عياله ، يجب عليه جبر نفقتهم من حصّته في الخمس (٦) ، فصرف حقّه في ضرورة ما يلزمه أولى من صرفه إلى غيره ، مضافاً إلى آية
__________________
(١) الفقيه ٤ : ٢٤٢.
(٢) الوسائل ٢٦ : ٢٥٢ أبواب ولاء ضمان الجريرة ب ٤ ح ١ ، ٢ ، ٣ ، ٤.
(٣) وهو الحر العاملي في الوسائل ٢٦ : ٢٥٦.
(٤) الكافي ٧ : ١٦٨ / ١ ، الوسائل ٢٦ : ٢٥٥ أبواب ولاء ضمان الجريرة ب ٥ ح ١.
(٥) روضة المتقين ١١ : ٣٨٠.
(٦) انظر الوسائل ٩ : ٥٢٠ أبواب قسمة الخمس ب ٣.