الثالث : التسوية ، قال الله : (وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ) [سورة يس آية : ٣٩] أي : سوينا له منازل ينزل فيها حالا بعد حال ، وهو راجع إلى الخلق كذا قيل ، ويجوز أن يكون المراد إنا قدرنا سيره في المنازل تقديرا لا يتفاوت.
قال أبو علي رحمهالله : القدر على وجهين :
أحدهما : أن يفعل الله الشيء مقدرا ، والآخر : أن يقدر لخلقه بأن يعرفهم مقداره ووقت كونه ؛ كقولك لصاحبك : كم تقدر مقامك بالبلد؟ وللخياط : ما يقدر أن تعطني الثوب ، ومعنى ذلك أن يعرفك مقداره.