القوة (١)
أصلها التعاون ، ومنه قوي الحبل ، لأن كل واحدة منها تعين الأخرى ، وكل طاقة من الحبل قوة ، واستعمالها في صفات الله بمعنى أن أحدا لا يغلبه ، وليس معناه التعاون كما أن أصل التوبة في اللغة الرجوع ، تاب يتوب إذا رجع وكذلك تائبون ، وقولنا : (اللهُ ثَوابَ) [سورة النور آية : ١٠ ، الحجرات : ١٢] ، ليس يعني : به الرجوع.
والقوة في القرآن على خمسة أوجه :
الأول : العدة ، قال : (وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُمْ) [سورة هود آية : ٥٢] ، أي : عدة إلى عدتكم ، وذلك أن العدة تعبر على مغالبة العدو ، وقال : (فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ) [سورة الكهف آية : ٩٥] ، أي : بعدد من الرجال ، والمراد أن فيما أعطاني الله من المال كفاية في بناء هذا السد ، ولكن ينبغي أن تعينوني بأنفسكم ليتعجل العمل ويقع الفراغ منه بسرعة ، والخير في هذه الآية الكفاية ، والناس يقولون : فلان بخير في كفاية ، وقيل : خير أي : خير لكم من خرجكم.
الثاني : الجد ، قال الله : (خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ) [سورة البقرة آية : ٦٢] ، أي بجد ، ومثله : (يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ) [سورة مريم آية : ١٢] ، أي : بجد ، وقيل معناه أي : (خُذُوا ما آتَيْناكُمْ) [سورة البقرة آية : ٦٣ ، ٩٣ ، الأعراف : ١٧١] ، من المقدرة وفي هذا دليل على أن القدرة على الأخذ معهم أخذوا أم لم يأخذوا.
الثالث : البطش ، قال الله : (وَقالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً) [سورة فصلت آية : ١٥] ، يعني : البطش ، والبطش الأخذ بالشدة والغلبة ، ويجوز أن يكون بمعنى القدرة ، أي : من أقدر منا على الامتناع مما يراد بنا ، ويجوز أن تكون القوة هنا العدة أيضا.
__________________
(١) (ق وي) : قوي يقوى فهو قويّ والجمع أقوياء والاسم القوّة والجمع القوى مثل غرفة وغرف وقويّ على الأمر وليس له به قوّة أي طاقة والقواء بالفتح والمدّ القفر وأقوى صار بالقواء وأقوت الدّار خلت. [المصباح المنير : القاف مع الواو].