الثالث : طلب المغفرة وهو الأصل ، قال : (اسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا) [سورة يوسف آية ٩٧] والمعنى : سل الله أن يقبل استغفارنا ؛ لأنه لا يجوز أن يذنبوا هم ويستغفر لهم غيرهم إلا إذا تابوا ، وليس ذلك إلا سؤال قبولهم.
وقوله تعالى : (وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ)(١) [سورة يوسف آية ٢٩]. قالوا : معناه استغفري زوجك ؛ لأنها كانت مشركة ، وكانوا مع الإشراك يحرمون الزنا ، ويجوز عندنا أن يكون أمرها باستغفار الله ذنبها وإن كانت مشركة ؛ لأن المشرك يقال له ذلك لأجل شركه ولغير شركه من ذنوبه ، وعلى أنه لا يقال : استغفرت إلا الله واستغفرت الرجل ليس بمعروف ، وإن كان صحيحا في العربية.
__________________
(١) قوله تعالى : (وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ) فيه قولان :
أحدهما : استعفي زوجك لئلا يعاقبك ، قاله ابن عباس.
والثاني : توبي من ذنبك فإنك قد أثمت.
وفي القائل لهذا قولان. أحدهما : ابن عمها. والثاني : الزوج. [زاد المسير : ٣ / ٤٢١].