الذات التي تكون مصداقا لهذه الصفات ، فانّ التأثير انما هو في الضارب والمؤلم ؛ وكذا الايجاد يكون قائما بذات الباري وانّ الحاصل منه قائم بذاته في الخارج كما في الخلق ، أو قائم بغيره تعالى كما في الكلام اللفظي فلا يثبت ـ بمجرد صدق المتكلم عليه ـ الكلام النفسي كما لا يخفى.
وكذا يكون المبدأ في مثل التامر واللاّبن هو بيع التمر واللبن ، وهو لا يكون إلاّ قائما بذات التامر واللابن ، وما هو القائم بالذات لا يكون إلاّ ما يقع عليه المصدر المذكور وهو واضح.
١٠٥ ـ قوله : « الناشئة من اختلاف المواد تارة ... الخ ». (١)
كما في المصادر المتعدّية واللازمة ، وما يراد منه الفعلية ، أو الملكة ، أو الاخذ حرفة وصنعة ، الى غير ذلك من الاختلافات.
١٠٦ ـ قوله : « فانّ غير تلك المفاهيم العامة الجارية على غيره تعالى غير مفهوم ولا معلوم إلاّ بما يقابلها ... الخ ». (٢)
هذه علة للزوم صرف اللقلقة في جري الصفات عليه تعالى لو لا ارادة عين المفاهيم الجارية في غيره تعالى ، بأنّ غير تلك المفاهيم العامة غير مفهوم من الفاظ تلك الصفات ، حيث انّه لا يتبادر من لفظ العالم غير مفهوم من لديه تنكشف الاشياء ، مع انّ غير تلك المفاهيم غير معلوم في حقه تعالى إلاّ بما يقابلها ، من باب عدم امكان ارتفاع النقيضين ، فيلزم من عدم صدق هذه المفاهيم صدق نقيضهما وهو باطل ، فيلزم من عدم ارادتها مجرد اللقلقة.
وفيه : انّه يلزم ذلك من عدم ارادة هذه المفاهيم من المشتقات الجارية عليه تعالى لو لم يرد عين مفهوم المبادئ من العلم والقدرة ونحوهما ، وامّا معه فلا يلزم
__________________
(١) كفاية الاصول : ٧٧ ؛ الحجرية ١ : ٤٤ للمتن و ١ : ٤٩ للتعليقة.
(٢) كفاية الاصول : ٧٨ ؛ الحجرية ١ : ٤٥ للمتن و ١ : ٤٩ للتعليقة.