اخرى ، وثالثة دفع توهم الاهتمام ، كل ذلك فوائد الانشاء.
الثالث : انّ الشيء الواحد ـ ولو كان هو الطبيعة ـ لم يتكرر طلبه ما لم يلحظ فيه من خارجه ما يوجب التكرار ولو بقيد كونه مرة اخرى في الطبيعة ، لاستلزامه اجتماع المثلين.
اذا عرفت ذلك فاعلم : انّ مقتضى المادة ـ من حيث ظهورها في الماهية لا بشرط بلا لحاظ قيد فيها ـ هو التأكيد ، لما عرفت من عدم تكرر الطلب الحقيقي بالنسبة الى الواحد ؛ ومقتضى الهيئة ـ من حيث ظهورها في كون انشاء الطلب بداعي البعث الحقيقي لا بداع آخر من التأكيد وغيره ـ هو التكرار ، فاذا كان كذلك فلا دليل على تعيين أحدهما من لفظ الامر.
نعم لا يبعد أن يقال : انّ همّ العرف ـ فيما اذا لم يذكر في البين سبب أصلا أو ذكر سبب واحد لهما ـ هو التأكيد ، لانّ ظهور المادة في الطبيعة ـ بما هي ـ أقوى من ظهور الهيئة في البعث الحقيقي ، لكون الاول ظهورا لفظيا والثاني ظهورا مقاميا ، فيحمل على التأكيد.