قول آخر.
ويجري كلا الوجهين بناء على التعلق بالفرد أيضا ، حيث انه يتعدد :
اما ذهنا أو خارجا اعتبارا لكونه ذا وجهين حيث انه يلحظ فردا [ لطبيعة ] (١) تارة ، ولاخرى ثانية ، فيتعلق به الامر من حيث كونه فردا لعنوان ويتعلق به النهي من حيث كونه فردا لعنوان آخر ، فهو وان كان مغايرا مع الطبيعة من حيث كون الخصوصية الخارجية من مقوماته الداخلية مع أنها من العوارض اللازمة للطبيعة ، إلاّ أنّ التعدد الاعتباري حاصل فيه أيضا من حيث اضافته تارة الى الصلاة معرّى عن خصوصية الغصب ، واخرى الى طبيعة الغصب معرّى عن الصلاة وهذا القدر يكفي في كونه متعلقا للامر والنهي.
وامّا حقيقة بناء على امكان كون الشيء الواحد فردين حقيقة للطبيعتين ، قياسا الى اجتماع الماهيتين في الشيء الواحد ، وكان تعدد فرديته لاشتماله على خصوصيتين متغايرتين كاشتماله على ماهيتين.
والحاصل : انه لا فرق في جريان النزاع بين القولين في متعلق الطلب ، حيث انّ القائل بالجواز يمكن ذهابه اليه على كل منهما ؛ وكذا القائل بالامتناع.
ولكنه يمكن الفرق بكون خصوصية الفردية وان لم يكن لعين كل من العنوانين إلاّ انه داخل فيهما جزءا ولو كان [ كل ] منهما معرّى عن الآخر ؛ وإلاّ فمع عدم لحاظ بعض الخصوصيات في كل من عنوان المأمور به والمنهي عنه لا يحصل الفرق بين القول بالطبيعة وبين القول بالفرد ، وحينئذ يشكل تقريب الجواز على الثاني حيث انه لا بد فيه من المباينة المفهومية رأسا بين المتعلقين كما لا يخفى.
__________________
(١) في الاصل الحجري ( للطبيعة ).