الشك :
تارة : لاجل التردد في نفس ذاك الكلي كما لو اطلق ( الانسان ) باعتبار الحيوان الناطق على ( زيد ) بحيث يكون الشك في زيد لاجل عدم احراز الحيوان الناطق ، وحينئذ لا بد أن تحمل العلاقة في نفس الكلي بالحمل الأوّلي.
واخرى : لاجل الشك في نفس المصداق الجزئي وعدم احراز حاله بنفسه كما لو اطلق ( الانسان ) بالاعتبار المذكور على البليد مع الشك في انّه من مصاديق الحقيقة للحيوان الناطق أم لا ، وحينئذ يستعلم الحال في نفس الجزئي بالحمل الشائع ، فلا وجه للكلية كما لا يخفى.
٢٣ ـ قوله : « ثم انّه قد ذكر الاطّراد وعدمه علامة للحقيقة والمجاز أيضا ». (١)
والمراد من الاطّراد : أن يستعمل اللفظ باعتبار معنى على مورد خاص ويكون كلما تحقق ذاك المعنى في هذا المورد أو في غيره يصح الاطلاق ؛ وعموم صحة الاطلاق بهذا الاعتبار عبارة عن الاطّراد ، كما لو اطلق ( الرجل ) بلحاظ الرجولية على ( زيد ) فانّه باعتبار معنى الرجولية يصح الاطلاق في جميع الموارد ، فيكشف عن كون لفظ الرجل حقيقة في تلك الطبيعة دون اطلاق ( الحمار ) باعتبار البلادة على ( زيد ).
والمراد من عدم الاطّراد ان لا يكون الاطلاق على مورد بلحاظ معنى مطّردا في جميع الموارد ، كما في اطلاق ( الاسد ) على ( زيد ) بلحاظ علاقة المشابهة ، فانّه لا يطّرد بلحاظ طبيعة أشباهه في جميع الموارد كما لا يخفى.
__________________
(١) كفاية الاصول : ٣٤ ؛ الحجرية ١ : ١٧ للمتن و ١ : ١٧ للتعليقة.