الطواف ، فقال له : «الذي أصلّي له أقرب من هؤلاء» (١).
ومرفوعة عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن مسلم ، قال : دخل أبو حنيفة على أبي عبد الله عليهالسلام ، فقال له : رأيت ابنك موسى يصلّي والناس يمرون بين يديه فلا ينهاهم وفيه ما فيه ، فقال أبو عبد الله عليهالسلام : «ادعوا لي موسى» فدعي ، فقال له :«يا بني إنّ أبا حنيفة يذكر أنّك [ كنت ] صلّيت والناس يمرون بين يديك فلم تنههم» فقال : «نعم يا أبه ، إنّ الذي كنت أصلّي له كان أقرب إليّ منهم ، يقول الله عزوجل (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) (٢)» قال : فضمّه أبو عبد الله عليهالسلام إلى نفسه ثمّ قال : «يا بنيّ بأبي أنت وأمّي يا مستودع الأسرار» (٣).
وخبر سفيان بن خالد عن أبي عبد الله عليهالسلام أنّه كان يصلّي ذات يوم إذ مرّ رجل قدّامه وابنه موسى عليهالسلام جالس ، فلمّا انصرف قال له ابنه : «يا أبه ما رأيت الرجل مرّ قدّامك؟» فقال : «يا بنيّ إنّ الذي أصلّي له أقرب إليّ من الذي مرّ قدّامي» (٤).
وخبر منيف عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليهمالسلام ، قال : «كان الحسين (٥) بن علي عليهماالسلام يصلّي فمرّ بين يديه رجل فنهاه بعض جلسائه ، فلمّا
__________________
(١) التوحيد : ١٧٩ ـ ١٨٠ / ١٤ ، الوسائل ، الباب ١١ من أبواب مكان المصلّي ، ح ٣.
(٢) سورة «ق» ٥٠ : ١٦.
(٣) الكافي ٣ : ٢٩٧ / ٤ ، الوسائل ، الباب ١١ من أبواب مكان المصلّي ، ح ١١ ، وما بين المعقوفين أضفناه من المصدر.
(٤) التهذيب ٢ : ٣٢٣ / ١٣٢١ ، الاستبصار ١ : ٤٠٧ / ١٥٥٤ ، الوسائل ، الباب ١١ من أبواب مكان المصلّي ، ح ٦.
(٥) في التوحيد : «الحسن».