ما لفظه : أقول : حمله الشيخ رحمهالله على أنّه قصد إفهام السائل كيفيّة التلفّظ بالتكبير وكان معلوما عنده أنّ التكبير في أوّل الأذان أربع مرّات ، وحمله غيره على الإجزاء وبقيّة الأحاديث على الأفضليّة ، ولذلك استقرّ عليه عمل الشيعة (١). انتهى.
أقول : الأوفق بظواهر النصوص ما نقله عن غير الشيخ من حمل هذه الأخبار على الإجزاء وبقيّة الأحاديث على الأفضليّة.
وربما يومئ إلى ذلك ما عن الصدوق بإسناده عن الفضل بن شاذان فيما ذكره من العلل عن الرضا عليهالسلام قال : «إنّما أمر الناس بالأذان لعلل كثيرة منها : أن يكون تذكيرا للساهي ، وتنبيها للغافل ، وتعريفا لمن جهل الوقت واشتغل عنه ، ويكون المؤذّن بذلك داعيا إلى عبادة الخالق ، ومرغّبا فيها ، مقرّا له بالتوحيد ، مجاهدا بالإيمان ، معلنا بالإسلام ، مؤذنا لمن ينساها ، وإنّما يقال له : مؤذّن ؛ لأنّه بالأذان يؤذن بالصلاة ، وإنّما بدأ فيه بالتكبير وختم بالتهليل ؛ لأنّ الله عزوجل أراد أن يكون الابتداء بذكره واسمه ، واسم الله في التكبير في أوّل الحرف ، وفي التهليل في آخره ، وإنّما جعل مثنى مثنى ليكون تكرارا في آذان المستمعين مؤكّدا عليهم ، إن سها أحد عن الأوّل لم يسه عن الثاني ، ولأنّ الصلاة ركعتان ركعتان فلذلك جعل الأذان مثنى مثنى ، وجعل التكبير في أوّل الأذان أربعا ؛ لأنّ أوّل الأذان إنّما يبدو غفلة وليس قبله كلام ينّبه المستمع له ، فجعل الأوّلان تنبيها للمستمعين لما بعده في الأذان ، وجعل بعد التكبير الشهادتان ؛ لأنّ أوّل الإيمان هو التوحيد والإقرار لله بالوحدانيّة ، والثاني الإقرار للرسول بالرسالة ، وأنّ طاعتهما ومعرفتهما
__________________
(١) الوسائل ، الباب ١٩ من أبواب الأذان والإقامة ، ذيل ح ٥.