سيرتنا في تحقيق هذا الكتاب
لقد استصعب عليّ الأمر حينما استدعى منّي مسؤول مؤسسة النشر الإسلامي تحقيق الكتاب والتعليق عليه وذلك لما كان ذلك مانعاً من سائر اشتغالاتي الفقهيّة والاصولية وغيرهما ولغير ذلك من الامور التي لا نشير إليها وكان قرارنا في بادئ الأمر على مجرّد الإشراف والنظارة على العمل المذكور إلّا انّى بعد ما تأمّلت في الكتاب وبدأت بالعمل وجرّبت اطرافه رأيت انّه لا محيص لي عن الإشراف الكامل العام والنظرة الدقيقة في جميع ما يجب أن يحقق أو يستخرج في الهوامش أو الحواشي ولذا جعلت على اللجنة المعيّنة من اخواننا اهل العلم المساعدين لي في هذا الأمر أن يرمزوا إلى كلّ مورد لم يطمئنّوا في صحّة إخراجه أو تحقيقه ولو بالخمس من المائة وكنت بعد ذلك ناظراً في تلك الموارد الّتي صرّحوا بعدم اطمئنانهم للمطابقة ومحققاً في الهوامش ما انتهى إليه نظري وجرت إليه قضاوتي ومعلّقاً على كلّ مورد ما يلزمه من النقد أو التقرير. ولأجل ذلك الّذي ذكرنا طال زمان التحقيق المتعلق بكتاب الطّهارة.
أضف إلى ذلك أنّ الكتاب يحتوي على فروع كثيرة مع آراء مختلفة وأقوال متعددة من كتب فقهية واصولية شتّى وقد تحتوي صفحة من صفحاته على أزيد من ثمانين نقلاً من كلمات الفقهاء يجب علينا تحقيقها واستخراجها الصحيح من مآخذها ومصادرها. ولو كنّا تسامحنا في ذلك واستسهلنا الأمر كما هو الّذي يتراءى من محققي كثير من كتب الفقه وغيرها لكان يكفينا للتعليق على طهارة الكتاب وتحقيقه من الزمان سنة واحدة.
تنبيه وشكر
ومن الجدير بالذكر للقارئ المحقّق انّ بعض مصادر أقوال الكتاب وآرائه لم نظفر عليه ولو خطيّاً وذلك ككتاب الدلائل المجهول علينا مؤلّفه ومجمع الفوائد الّذي نسبه الشارح إلى المحقّق الثاني وحاشية الميسي وحواشي الشهيد الأوّل على القواعد وشرح الارشاد لفخر المحققين والانوار المضيئة وأمثالها ولذلك لم نذكر في كلّ حاشية مربوطة على عدم الظفر به بل ننبّه على فقده