الشيخ حسين نجف.
ولكنّه على ما يقال : لم يزل كان ملازماً لجلسة بحث العلّامة الطباطبائي إلى أن ارتحل الطباطبائي إلى رحمة الله ورضوانه وبقي ملازماً لحوزة درس الشيخ جعفر مدّة مديدة إلى أن سافر الشيخ المشار إليه إلى ايران لأجل تبليغ الدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وذلك لأنّ هذا الشيخ كان مهتمّاً شديد الاهتمام بهذا القانون ويحسب أنّ العمل بهذا القانون الإلهي من وظائفه الخاصّة المعيّنة عليه ، لأنّه كان يرى نفسه مستعدّاً لهذا الأمر أكثر من أن يرى غيره مستعدّاً لذلك. فاستقلّ المترجم له بالتدريس والتحقيق بعد سفر استاذه ولم يحضر حلقة درس هذا الشيخ الأكبر بعد رجوعه من بلاد ايران أيضاً.
فالرجل على ما عرفت ولد وترَعرع في بيت السيادة والشرافة ونشأ وتربّى في منبت العلم ومهد العلماء الأفاضل والفقهاء الأماجد فعليه لا غرو ولا عجب من ارتقائه بعد برهة غير طويلة إلى أعلى مدارج الكمال ، وهو الفقاهة حسب ما بيّنه الإمام محمد بن علي الباقر عليهالسلام بحيث صار مشاراً بالبنان ومرجعاً لحلّ معضلات الفقه ورفع مشكلات علوم الدين حتى أقرّ بفضله مثل هؤلاء الأبطال في ميدان التحقيق والأساتذة النادرة في مقام التدقيق.
قال استاذه المحقّق البهبهاني في إجازته الّتي كتبها له على ما حكي : استجاز منّي العالم العامل والفاضل المحقّق المدقّق الماهر العارف ذو الذهن النقّاد والطبع الوقّاد مولانا السيّد السند السيّد محمد جواد حرسه الله تعالى وأبقاه ووفّقه لما يحبّه ويرضاه فأجزت له ، إلى آخر ما كتب له بخطّه.
وقال المحقّق القمّي صاحب القوانين في إجازته الّتي كتبها بخط يده على مجلّد الفرائض من مفتاح الكرامة حينما زار أئمّة العراق وأقام مدة يسيرة في الغري : أمّا بعد فقد استجازني الأخ في الله السيّد العالم العامل الفاضل الكامل المتتبّع المطّلع على الأقوال والأفكار الناقد المضطلع بمعرفة الأخبار والآثار السيّد جواد العاملي مؤلّف هذا الكتاب فاستخرت الله وأجزت له أدام الله أفضاله وكثّر في الفرقة الناجية أمثاله ، إلى آخر ما كتب له بخطّه.
وحكي عن بعض أهل الورع انّه قال : ممّا تحققناه من أحواله على حدّ التواتر