أقول : مضافا إلى عموم ما دلّ على استحباب إسماع الإمام من خلفه كلّ ما يقول (١) ، وهو وإن دلّ على استحباب إسماعه إيّاهم التكبيرات الست أيضا ، إلاّ أن به تفوت الحكمة المتقدمة في كلام الجماعة ، مع أن هنا جملة من النصوص الدالة على استحباب الإسرار بها ، ففي الصحيح : « إذا كنت إماما فإنه يجزيك أن تكبّر واحدة تجهر فيها وتسرّ ستا » (٢) ونحوه غيره (٣).
وليس فيها الدلالة على استحباب الجهر بتكبيرة الإحرام ولا إسماعها من خلفه كما زعم.
هذا إذا لم يفتقر إسماع الجميع إلى العلوّ المفرط ، ولو افتقر اقتصر على الوسط.
واحترز بالإمام عن غيره ، فإن المأموم يسرّ بها كالباقي الأذكار. ويتخيّر المنفرد ، للإطلاق.
وقيل باستحباب رفع الصوت بها مطلقا (٤).
ومستنده غير واضح ، عدا إطلاق بعض النصوص بأن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يكبّر واحدة ويجهر بها ويسرّ ستا (٥).
لكنه بيان للفعل الذي لا عموم فيه ، فيحتمل وقوعه جماعة ، كما هو الغالب في صلواته صلوات الله وسلامه عليه ، فتأمّل (٦).
__________________
(١) الوسائل ٨ : ٣٩٦ أبواب صلاة الجماعة بـ ٥٢.
(٢) التهذيب ٢ : ٢٨٧ / ١١٥١ ، الوسائل ٦ : ٣٣ أبواب تكبيرة الإحرام بـ ١٢ ح ١.
(٣) الخصال : ٣٤٧ / ١٨ ، الوسائل ٦ : ٣٣ أبواب تكبيرة الإحرام بـ ١٢ ح ٣.
(٤) قال به الجعفي على ما حكاه عنه في الذكرى : ١٧٩.
(٥) عيون الأخبار ١ : ٢١٧ / ١٨ ، الخصال ٢ : ٣٤٧ / ١٦ ، الوسائل ٦ : ٣٣ أبواب تكبيرة الإحرام بـ ١٢ ح ٢.
(٦) وجهه واضح ، فإنه صلىاللهعليهوآلهوسلم ما كان يقتصر على الفرائض ، وجماعته الغالبة إنما هي فيها ، وأما المندوبات والنوافل فغير نادرة منه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بل كثيرة لازمة بعضها عليه ،