ثمَّ إن ظاهر سياق الأخبار المزبورة الاستحباب ، حيث ساقت الإجهار به في سياق المستحبات بلا خلاف ، مع إشعاره به من وجه آخر ، مضافا إلى التصريح بالإجماع عليه في الخلاف (١) ، وفي المروي عن العيون أن الجهر به في جميع الصلوات سنة (٢).
فالقول بالوجوب مطلقا ، كما عن القاضي (٣) ، أو في الأوليين خاصة ، كما عن الحلبي (٤) ، ضعيف ، يدفعه مع ذلك الأصل السليم عما يصلح للمعارضة عدا مداومتهم عليهمالسلام بذلك ، مضافا إلى الاحتياط. ويدفعان بما مرّ.
نعم ، الأحوط عدم الترك ، للمروي في الخصال أنه واجب (٥) ، وعن الأمالي دعوى الإجماع على الوجوب (٦).
وضعف الأوّل سندا ، بل ودلالة ، لعدم الصراحة بعد ظهور كثرة استعمال لفظة الوجوب في المتأكّد استحبابه في أخبار الأئمة عليهمالسلام ، مع كونه أعم من الوجوب بالمعنى المصطلح عليه الآن لغة.
ووهن الثاني بعدم ظهور موافق له عدا القاضي ، مع ظهور عبارة ناقلة في الفقيه في عدم الوجوب (٧) ، كما بيّنته في الشرح ، مع معارضته بنقل الحلّي الإجماع على صحة الصلاة مع ترك الإجهار (٨) ، مضافا إلى قصور لفظ الوجوب
__________________
(١) الخلاف ١ : ٣٣١.
(٢) عيون الأخبار ٢ : ١٢٠ / ١ ، الوسائل ٦ : ٧٦ أبواب القراءة في الصلاة بـ ٢١ ح ٦.
(٣) المهذّب ١ : ٩٢.
(٤) الكافي في الفقه : ١١٧.
(٥) الخصال : ٦٠٤ / ضمن ح ٩ ، الوسائل ٦ : ٧٥ أبواب القراءة في الصلاة بـ ٢١ ح ٥.
(٦) أمالي الصدوق : ٥١١.
(٧) الفقيه ١ : ٢٠٢. قال فيه : واجهر ببسم الله الرّحمن الرّحيم في جميع الصلوات ..
(٨) السرائر ١ : ٢١٨.