فتجعل أصابعك في عين الركبة وتفرّج بينهما ) (١) وأقم صلبك ، ومدّ عنقك ، وليكن نظرك إلى ما بين قدميك ثمَّ قل : سمع الله لمن حمده ـ وأنت منتصب قائم ـ الحمد لله رب العالمين أهل الجبروت والكبرياء والعظمة ، الحمد (٢) لله ربّ العالمين ، تجهر بها صوتك ، ثمَّ ترفع يديك بالتكبير وتخرّ ساجدا » (٣).
ولا يجب شيء من ذلك على المشهور ، بل لا خلاف فيه أجده إلاّ من العماني والديلمي في التكبير فأوجباه (٤). وللمرتضى ، فأوجب رفع اليدين فيه وفي كل تكبير (٥). وقد مضى ضعف الثاني (٦).
وأما الأوّل فيضعّفه شذوذه أوّلا ، ودعوى الذكرى استقرار الإجماع على خلافه (٧) ثانيا ، وتصريح جملة من النصوص بعدم الوجوب ، منها الموثق : عن أدنى ما يجزي من التكبير في الصلاة ، قال : « تكبيرة واحدة » (٨).
والمروي في علل الفضل : أن التكبير المفروض في الصلاة ليس إلاّ واحدة (٩) وقصور السند أو ضعفه مجبور بالعمل والأصل.
فيصرف بها ظاهر الأمر ، مع وروده في ضمن كثير من الأوامر المستحبة
__________________
(١) ما بين القوسين ليست موجودة في مصادر هذا الصحيح ، والظاهر وقوع الخلط بينه وبين الصحيح الآخر ، وهو في الكافي ٣ : ٣٣٤ / ١ ، والتهذيب ٢ : ٨٣ / ٣٠٨ ، والوسائل ٥ : ٤٦١ أبواب أفعال الصلاة بـ ١ ح ٣.
(٢) كلمة الحمد ليست في الكافي والوسائل و « م ».
(٣) الكافي ٣ : ٣١٩ / ١ ، التهذيب ٢ : ٧٧ / ٢٨٩ ، الوسائل ٦ : ٢٩٥ أبواب الركوع بـ ١ ح ١.
(٤) نقله عن العماني في المختلف : ٩٦ ، الديلمي في المراسم : ٦٩.
(٥) الانتصار : ٤٤.
(٦) راجع ص : ١٢٦.
(٧) الذكرى : ١٩٨.
(٨) التهذيب ٢ : ٦٦ / ٢٣٨ ، الوسائل ٦ : ١٠ أبواب تكبيرة الإحرام بـ ١ ح ٥.
(٩) الذي عثرنا عليه في علل الفضل هكذا : « فإن قال : فلم جعل في الاستفتاح سبع تكبيرات؟
قيل : لأن الفرض منها واحد وسائرها سنة .. » علل الشرائع : ٢٦١.