عليهمالسلام : « إنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يخطب في الفيء الأوّل ، فإذا زالت نزل عليه جبرئيل فقال : يا محمد قد زالت الشمس فصلّ بالناس فلا يلبث أن يصلّي بالناس » (١).
وفي الأوّلين : إن الإمام يأخذ في الخطبة قبل الزوال بمقدار ما إذا خطب زالت ، فإذا زالت صلّى (٢).
ولا ينافي قولهم أخبار التحديد بالساعة (٣) ، وإن ضعّفه بها جماعة (٤) ، لإجمال الساعة فيها ، واحتمالها الساعة التي توقع فيها الصلاة وحدها أو مع الخطبة ، مع قصور أسانيدها ، بل ضعفها ، فلا يمكن المصير بها إلى ما عليه الجعفي إن أراد من الساعة ما يتوهم منها.
ويعضد مختارهم ما يقال من إجماع المسلمين على المبادرة بها حين الزوال ، وهو دليل التضيق ، وإلاّ لوقع التأخير أحيانا. وبه يعارض إجماع المنتهى ، مع عدم صراحته في دعواه ، ووهنه بمصير هؤلاء الأعاظم من القدماء على خلافه ، مع أنه لم يحك القول به منهم إلاّ عن ظاهر المبسوط (٥) ، فتأمّل.
وللحلي قول بامتداد وقتها بامتداد وقت الظهر ، لتحقق البدلية ، وأصالة البقاء (٦). واختاره الشهيد رحمهالله في جملة من كتبه (٧).
وهو ضعيف في الغاية ، فإنّ فيه إطراحا للأدلة المتقدمة وسيّما الأخبار
__________________
(١) التهذيب ٣ : ١٢ / ٤٢ ، الوسائل ٧ : ٣١٦ أبواب صلاة الجمعة بـ ٨ ح ٤.
(٢) المهذّب ١ : ١٠٣ ، حكي عن الإصباح في كشف اللثام ١ : ٢٤٢.
(٣) الوسائل ٧ : ٣١٥ أبواب صلاة الجمعة بـ ٨.
(٤) منهم صاحب المدارك ٤ : ١٣ ، وصاحب الذخيرة : ٢٩٨.
(٥) كشف اللثام ١ : ٢٤١ ، وانظر المبسوط ١ : ١٤٧.
(٦) راجع السرائر ١ : ٣٠١.
(٧) كما في الدروس ١ : ١٨٨ ، البيان : ١٨٦.