هنا ، كما في النصّ المروي عن الخصال (١) ، وقوله تعالى ( وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيّامٍ مَعْدُوداتٍ ) (٢) وهي أيام التشريق بلا خلاف كما في الخلاف (٣) والصحيح (٤) ، والذكر فيها التكبير كما في الأخير.
ومنه يظهر الجواب عن حمل السنّة في الخبر الأخير على الوجوب النبوي ، مع منافاته الاستدراك فيه ، مع عدم مصير القائل بالوجوب إليه ، لاستناده في إثباته إلى الأمر الكتابي.
وبهذه الأدلة المعتضدة بالشهرة العظيمة القريبة من الإجماع يحمل على الاستحباب ما ظاهره الوجوب من الكتاب والسنّة.
فظهر ضعف القول بالوجوب فيهما كما عن المرتضى في الانتصار (٥) ، أو في التشريق خاصة مطلقا كما عنه في الجمل (٦) ، أو على من كان بمنى كما عن الشيخ في التبيان والاستبصار والجمل والشيخ أبي الفتوح في روض الجنان وابن حمزة والراوندي في فقه القرآن (٧) ، أو في الفطر خاصة كما عن ابن شهرآشوب في متشابه القرآن (٨).
هذا ، واختلاف النصوص والفتاوي في بيان كيفية التكبير مطلقا كما يأتي أقوى دليل على الاستحباب ، سيّما بعد اعتضاده بترك عامة الناس له مع عموم
__________________
(١) الخصال : ٦٠٩ / ٩ ، الوسائل ٧ : ٤٥٧ أبواب صلاة العيد بـ ٢٠ ح ٦.
(٢) البقرة : ٢٠٣.
(٣) الخلاف ١ : ٦٦٧.
(٤) الكافي ٣ : ٥١٦ / ١ ، الوسائل ٧ : ٤٥٧ أبواب صلاة العيد بـ ٢١ ح ١.
(٥) الانتصار : ٥٧.
(٦) جمل العلم والعمل ( رسائل الشريف المرتضى ٣ ) : ٤٥.
(٧) التبيان ٢ : ١٧٥ ، الاستبصار ٢ : ٢٩٩ ، الجمل والعقود ( الرسائل العشر ) : ٢٣٨ ، روض الجنان ١ : ٣٣٣ ، الوسيلة : ١٨٩ ، فقه القرآن ١ : ٣٠٠.
(٨) متشابه القرآن ٢ : ١٧٧.