قال في الوافي : بيان ـ «منك بسبيل» أى له عليك حق ، ويعني بالولاية ولاية أهل البيت (عليهمالسلام) يعنى حق من لا ولاية له عليك لا يوجب أن تدعو له كما تدعوا لأهل الولاية بل يكفى لذلك ان تستغفر له على وجه الشفاعة. انتهى. ولا يخفى من تكلف وبعد.
والظاهر ـ والله سبحانه وقائله أعلم ـ ان المراد بقوله «ان كان منك بسبيل» أى قريبا منك في النسب ، والمراد بالولاية انما هي الاخوة والإيمانية فإن المؤمنين بعضهم أولياء بعض ، والمراد انه ان كان قريبا لك في النسب فاستغفر له على وجه الشفاعة والالتماس لا على جهة الأخوة الإيمانية الموجبة لمزيد الجد والاجتهاد في الدعاء له كما يشير اليه قوله في حديث الفضيل المتقدم (١) «إذا صليت على المؤمن فادع له واجتهد له في الدعاء». ولعل السر في ذلك هو ان المستضعف لما كان من المرجأين لأمر الله إما يتوب عليه واما يعذبه كما دلت عليه الأخبار فلا ينبغي الحتم عليه سبحانه والإلحاح في الدعاء بل ينبغي أن يكون بطريق الالتماس والشفاعة.
وما رواه في الكافي عن سليمان بن خالد عن ابى عبد الله (عليهالسلام) (٢) قال : «تقول : اشهد أن لا إله إلا الله واشهد ان محمدا (صلىاللهعليهوآله) رسول الله اللهم صل على محمد عبدك ورسولك ، اللهم صل على محمد وآل محمد وتقبل شفاعته وبيض وجهه وأكثر تبعه اللهم اغفر لي وارحمني وتب على اللهم اغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم. فان كان مؤمنا دخل فيها وان كان ليس بمؤمن خرج عنها».
وعن ثابت بن ابى المقدام (٣) قال «كنت مع ابى جعفر (عليهالسلام) فإذا بجنازة لقوم من جيرته فحضرها وكنت قريبا منه فسمعته يقول : اللهم انك أنت خلقت هذه النفوس وأنت تميتها وأنت تحييها وأنت أعلم بسرائرها وعلانيتها منا ومستقرها ومستودعها ، اللهم وهذا عبدك ولا أعلم منه سوء وأنت أعلم به وقد جئناك شافعين له
__________________
(١) ص ٤٤٤.
(٢ و ٣) الوسائل الباب ٣ من صلاة الجنازة.