ان آية الكرسي تكون أخيرا وقبلها «إنا أنزلناه» قال في المختلف : وهذا يدل على ان الواو قصد بها هنا الترتيب. والشيخ رتب كترتيبه بالواو وكذا سلار. وأما أبو الصلاح وابن البراج وكذا الشيخ المفيد فإنهم قالوا يقرأ في كل واحدة منهما الحمد مرة وسورة الإخلاص عشر مرات و «انا أنزلناه» عشر مرات وآية الكرسي عشر مرات. قال في المختلف : فان قصدوا بالواو هنا الترتيب صارت المسألة خلافية وإلا فلا. وكيف كان فالأحوط الإتيان بالترتيب الذي اشتملت عليه الرواية لاحتمال كون الترتيب الذكرى فيه منظورا لحكمة لا نعلمها وان عبر فيه بالواو فان مثله في كلامهم (عليهمالسلام) غير عزيز.
ومنها ـ ذكر الجماعة في هذه الصلاة والخطبة والخروج الى الصحراء ، ولهذا قال العلامة في المختلف بعد نقل عبارته المذكورة : ولم يصل إلينا حديث يعتمد عليه يتضمن الجماعة فيها ولا الخطبة بل الذي ورد صفة الصلاة والدعاء بعدها.
أقول : من المحتمل قريبا انه أخذ الخطبة من فعل النبي (صلىاللهعليهوآله) يوم غدير خم فإنه خطب في ذلك اليوم وأمرهم بالتصافح وان يهنّئ بعضهم بعضا (١) وأخذ الصحراء من كونه (صلىاللهعليهوآله) كان ذلك اليوم في الصحراء.
واما ذكره الصلاة جماعة فلا نعرف له مستندا أصلا بل سيأتي في باب صلاة الجماعة ان شاء الله تعالى ما يظهر منه كونها بدعة محرمة.
واما ما تشبث به بعض المتأخرين ـ من الاستدلال على الجماعة في هذه الصلاة بأمره (صلىاللهعليهوآله) ان ينادى في الناس «الصلاة جامعة» ـ
ففيه أولا ـ أن الأخبار الواردة في يوم الغدير خالية من ذكر هذه الصلاة في ذلك الموضع.
__________________
(١) لم يذكر في الأحاديث تهنئة بعض المسلمين لبعضهم وانما الموجود فيها تهنئتهم لعلي (عليهالسلام) لما أفرد له النبي (صلىاللهعليهوآله) خيمة ودخلوا عليه يهنئونه بالولاية ومن جملتهم عمر راجع الغدير ج ١ ص ٢٤٥.