والتحميد عند استقبال الناس وهو جعل التحميد الى اليسار والتهليل عند استقبال الناس.
وأنت خبير بانا لم نقف في هذا المقام إلا على الرواية الأولى وهي صريحة في القول المشهور ، وعبارة كتاب الفقه الرضوي ، ونسخة الكتاب لا تخلو من الغلط وما نقلناه هنا صورة ما في النسخة التي تحضرني والظاهر انها غير خالية من الغلط ، والظاهر ان ما ذهب اليه الصدوق إنما أخذه من الكتاب على النهج الذي عرفته غالبا. وكيف كان فالظاهر هو القول المشهور.
ثم ان الأصحاب قد ذكروا متابعة المأمومين للإمام في هذه الأذكار ومنهم الشيخ المفيد في المقنعة وغيره ممن تأخر عنه ، واما انهم يلتفتون معه الى هذه الجهات كما يلتفت فلم أقف عليه في كلامهم ، وظاهرهم انما هو المتابعة في هذه الأذكار وكذا في رفع الصوت بها ، وعن ابن الجنيد انهم يتابعونه في التكبير بدون رفع الصوت ، والنص الذي هو مستند هذا الحكم وهو الخبر الأول وكذا الخبر الرابع عشر خال من ذلك بل ظاهره الاختصاص بالإمام.
التاسع ـ ما اشتملت عليه الرواية الأولى ـ من انه بعد الأذكار المذكورة يرفع يديه فيدعو ثم يدعون ـ الظاهر انه هو المراد بالاستسقاء في الأخبار وكذا التعبير بالخطبة ، فإن المراد انما هو هذا الدعاء والابتهال والتضرع اليه سبحانه ، ولهذا وقع في عبائر الأصحاب (رضوان الله عليهم) : ثم يخطب ويبالغ في السؤال. إلا ان خطبة على (عليهالسلام) المشهورة في الاستسقاء (١) تدل على استحباب الخطبة بالمعنى المشهور والظاهر ان كلا من الأمرين جائز ، ومنه يفهم تقديم الذكر على الخطبة وهو مذهب ابن ابى عقيل والشيخ وابن حمزة وهو المشهور بين المتأخرين.
ونسب في الذكرى القول بان الذكر بعد الخطبة إلى المشهور ، قال في الكتاب المذكور : والمشهور ان هذا الذكر يكون بعد الخطبتين وقال ابن ابى عقيل والشيخ وابن حمزة قبلهما ، وفي تعليم الصادق (عليهالسلام) (٢) محمد بن خالد انه يصعد المنبر فيقلب
__________________
(١) التهذيب ج ٣ ص ١٥١ والفقيه ج ١ ص ٣٢٥ الطبع الحديث.
(٢) ص ٤٧٩.