شهداء» قال عاصم بن عدي الأنصاري (١) : إن دخل رجل منا بيته فرأى رجلا على بطن امرأته فإن جاء بأربعة رجال يشهدون بذلك فقد قضى الرجل حاجته وخرج ، وإن قتله قتل به ، وإن قال : وجدت فلانا مع تلك المرأة ضرب ، وإن سكت سكت عن غيظ ، اللهم افتح. وكان لعاصم هذا ابن عم يقال له: عويمر (٢) ، وله امرأة يقال لها : خولة بنت قيس ، فأتى عويمر عاصما فقال : لقد رأيت شريك بن سحماء (٣) على بطن امرأتي خولة ، فاسترجع عاصم وأتى رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقال : يا رسول الله ، ما أسرع ما ابتليت بهذا في أهل بيتي ، فقال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «وما ذاك»؟ فقال : أخبرني عويمر ابن عمي أنه رأى شريك بن سحماء على بطن امرأته خولة ، فدعا رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ لهم جميعا ، فقال لعويمر : «اتق الله في زوجتك وابنة عمك ، ولا (٤) تقذفها» فقال : يا رسول الله ، تالله (٥) لقد رأيت شريكا على بطنها ، وإني ما قربتها منذ أربعة أشهر ، وإنها حبلى من غيري. فقال لها رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ «اتّقي الله ولا تخبري إلا بما صنعت» فقالت : يا رسول الله ، إن عويمر رجل غيور ، وإنه رأى شريكا يطيل النظر ويتحدث ، فحملته الغيرة على ما قال ، فأنزل الله هذه الآية ، فأمر رسول الله (صلىاللهعليهوسلم) (٦) بأن يؤذّن : الصلاة جامعة ، فصلى العصر ثم قال لعويمر : قم وقل : أشهد بالله إنّ خولة لزانية وإني لمن الصادقين ، ثم قال في الثانية : أشهد أني رأيت شريكا على بطنها وإني لمن الصادقين ، ثم قال في الثالثة : أشهد بالله أنها حبلى من غيري وإني لمن الصادقين ، ثم قال في الرابعة قل(٧) أشهد بالله أنها زانية وأني ما قربتها منذ أربعة أشهر وإني لمن الصادقين ، ثم قال في الخامسة : لعنة الله على عويمر (يعني : نفسه) إن كان من الكاذبين. ثم قال : اقعد ، وقال لخولة : قومي ، فقامت وقالت : أشهد بالله ما أنا بزانية وإن زوجي لمن الكاذبين ، وقالت في الثانية : أشهد بالله ما رأى شريكا على بطني وإنه لمن الكاذبين ، وقالت في الثالثة : أشهد بالله ما أنا حبلى منه وإنه لمن الكاذبين ، وقالت في الرابعة : أشهد بالله أنه ما رآني على فاحشة قط وإنه من الكاذبين ، وقالت (٨) في الخامسة : غضب الله على خولة إن كان عويمر من الصادقين في قوله ، ففرق النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بينهما (٩).
وفي رواية عكرمة عن ابن عباس أن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ
__________________
(١) هو عاصم بن عدي بن الجد بن العجلان الأوسي الأنصاري ، يكنى أبا عبد الله ، كان سيد بني العجلان ، شهد المشاهد كلها مع رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ مات سنة ٤٥ ه. تهذيب التهذيب ٥ / ٤٩ ، أسد الغابة ٣ / ١١٤.
(٢) تقدم.
(٣) في ب : سمحاء. وهو تحريف.
(٤) في ب : لا.
(٥) تالله : سقط من ب.
(٦) ما بين القوسين سقط من الأصل.
(٧) قل : سقط من ب.
(٨) في ب : وقال. وهو تحريف.
(٩) انظر البغوي ٦ / ٦٣ ـ ٦٤ ، الفخر الرازي ٢٣ / ١٦٥ ـ ١٦٦.