أحدهما : (أنه) (١) من عطف المغاير ، وهو الظاهر.
والثاني : أنه من عطف بعض الصفات على بعض.
والمراد ب (أَصْحابَ الرَّسِّ) ثمود ، لأن الرّسّ البئر التي (٢) التي لم تطو عن أبي عبيدة (٣) ، وثمود أصحاب آبار. وقيل : «الرّسّ» نهر بالمشرق (وكانت قرى أصحاب الرس على شاطىء فبعث الله إليهم نبيا من أولاد يهودا (٤) بن يعقوب فكذبوه ، فلبث فيهم زمانا يشتكي إلى الله منهم ، فحفروا بئرا ورسوه فيها ، وقالوا : نرجو أن يرضى عنا إلهنا ، وكانوا عامة يومهم يسمعون أنين نبيهم وهو يقول : إلهي ترى ضيق مكاني ، وشدة كربي ، وضعف قلبي ، وقلة (٥) صلتي فجعل قبض روحي حتى مات ، فأرسل الله ريحا عاصفة شديدة الحر ، وصارت الأرض من تحتهم كبريتا متوقدا (٦) ، وأظلتهم (٧) سحابة سوداء ، فذابت أبدانهم كما يذوب (٨) الرصاص) (٩) ويقال : إنهم (١٠) أناس عبدة أصنام قتلوا نبيهم ، ورسوه في بئر أي ؛ دسوه (١١) فيها (١٢) وقال قتادة والكلبي : الرس بئر بفلج اليمامة قتلوا نبيهم وهو حنظلة بن صفوان (١٣) وقيل : هم بقية ثمود قوم صالح ، وهم أصحاب البئر التي ذكر الله تعالى (١٤) في قوله : (وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ)(١٥) [الحج : ٤٥]. وقال كعب ومقاتل والسدي : الرس (١٦) بأنطاكية قتلوا فيها حبيب النجار ، ورسوه في بئر ، وهم الذين ذكرهم الله تعالى في سورة يس (١٧). وقيل : هم أصحاب الأخدود ، والرس هو الأخدود الذي حفروه (١٨).
وقال عكرمة : هم قوم رسوا (١٩) نبيهم في بئر (٢٠). وقيل : الرس المعدن ، وجمعه
__________________
(١) أنه : تكملة ليست في المخطوط.
(٢) التي : سقط من ب.
(٣) في النسختين : عبيد. كذا نقل عنه الزمخشري الكشاف ٣ / ٩٧. والفخر الرازي ٢٤ / ٨٢ والذي ذكره أبو عبيدة في مجاز القرآن ٢ / ٧٥ أن الرّسّ : المعدن.
(٤) في ب : هودا. والتصويب من الفخر الرازي.
(٥) في ب : قلته.
(٦) في ب : فيوقده. والتصويب من الفخر الرازي.
(٧) في ب : وأضلتهم. والتصويب من الفخر الرازي.
(٨) انظر الفخر الرازي ٢٤ / ٨٢ ـ ٨٣ ، البحر المحيط ٦ / ٤٩٩.
(٩) ما بين القوسين سقط من الأصل.
(١٠) في الأصل : أنه.
(١١) في ب : ودسوه.
(١٢) انظر الكشاف ٣ / ٩٧ ، البحر المحيط ٦ / ٤٩٩.
(١٣) انظر البغوي ٦ / ١٧٨ ، الكشاف ٣ / ٩٧ ، الفخر الرازي ٢٤ / ٨٢ ، البحر المحيط ٦ / ٤٩٨ ـ ٤٩٩.
(١٤) تعالى : سقط من ب.
(١٥) [الحج : ٤٥]. وانظر البغوي ٦ / ١٧٨.
(١٦) في ب : البئر.
(١٧) في قوله تعالى : «وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ» .. إلخ [يس : ١٣ وما بعدها]. انظر البغوي ٦ / ١٧٨ ، تفسير ابن عطية ١١ / ٤٠ ، القرطبي ١٣ / ٣٢ ، البحر المحيط ٦ / ٤٩٩.
(١٨) انظر البغوي ٦ / ١٧٨ ، الفخر الرازي ٢٤ / ٨٢ ، البحر المحيط ٦ / ٤٩٩.
(١٩) في ب : دسوا.
(٢٠) انظر البغوي ٦ / ١٧٨.