مفرد الحج يقدّم طوافه أو يؤخّره؟ فقال : « هو والله سواء ، عجّله أو أخّره » (١) ونحوه أخبار أُخر موثقة.
واعترض الفاضلان في المعتبر والمنتهى والمختلف (٢) على هذه الأخبار الأخيرة باحتمال إرادة التعجيل بعد مناسك منى قبل انقضاء أيام التشريق وبعده.
وأجابا بجملة من الأخبار الغير المحتملة لذلك ، منها : زيادةً على الموثقة الآتية قريباً « إن كنت أحرمت بالمتعة فقدمت يوم التروية ، فلا متعة لك فاجعلها حجة مفردة تطوف بالبيت وتسعى بين الصفا والمروة ثم تخرج إلى منى ولا هدي عليك » (٣).
ونحوها أخبار حجة الوداع ، فإنها صريحة في ذلك.
وظاهرها عدم الكراهة أيضاً ، كما هو ظاهر العبارة.
خلافاً للفاضلين في الشرائع والقواعد (٤) ، فحكما بها.
ولعلّها إما للشبهة الناشئة من خلاف الحلّي.
ولكنه ضعيف في الغاية فلا يصلح لمعارضة أخبار حجة الوداع التي عليها بناء المناسك ، وفيها قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « خذوا عني مناسككم » (٥) المؤيدة بظاهر الأخبار المتقدمة المصرِّحة بالتسوية.
أو للموثق : عن مفرد الحج يقدّم طوافه أو يؤخّره؟ قال : « يقدّمه »
__________________
(١) الكافي ٤ : ٤٥٩ / ٢ ، التهذيب ٥ : ١٣٢ / ٤٣٤ ، الوسائل ١١ : ٢٨٢ أبواب أقسام الحج ب ١٤ ح ١.
(٢) المعتبر ٢ : ٧٩٤ ، المنتهى ٢ : ٧٠٩ ، المختلف : ٢٩٢.
(٣) لم نعثر عليه فيما تتبعناه من كتب الأخبار ، وأورده المحقق في المعتبر ٢ : ٧٩٤.
(٤) الشرائع ١ : ٢٧١ ، القواعد ١ : ٨٤.
(٥) عوالي اللئلئ ٤ : ٣٤ / ١١٨ ، المستدرك ٩ : ٤٢٠ أبواب الطواف ب ٤ ح ٤.