قلت : يوافقه الخبر : « كنّا نقول : لا بُدّ أن يستفتح بالحجر ويختم به ، وأمّا اليوم فقد كثر الناس » (١).
وما في قرب الإسناد للحميري من خبر سعدان بن مسلم قال : رأيت أبا الحسن موسى عليهالسلام استلم الحجر ، ثم طاف حتى إذا كان أُسبوع التزم وسط البيت وترك الملتزم الذي يلتزمه أصحابنا ، وبسط يده على الكعبة ثم مكث ما شاء الله ، ثم مضى إلى الحجر فاستمله وصلّى ركعتين خلف مقام إبراهيم عليهالسلام ثم استلم الحجر فطاف حتى إذا كان في آخر السبوع استلم وسط البيت ، ثم استلم الحجر ، ثم صلّى ركعتين خلف مقام إبراهيم عليهالسلام ، ثم عاد إلى الحجر واستلمه ، ثم مضى حتى إذا بلغ الملتزم في آخر السبوع التزم وسط البيت وبسط يده ، ثم استلم الحجر ، ثم صلّى ركعتين خلف مقام إبراهيم عليهالسلام ، ثم عاد إلى الحجر واستلم ما بين الحجر إلى الباب (٢).
واستلام الحجر كما في العين وغيره : تناوله باليد أو القبلة.
قال الجوهري : ولا يهمز ، لأنه مأخوذ من السلام وهو الحجر ، كما تقول : استنوق الجمل ، وبعضهم يهمزه.
وقال الزمخشري : ونظيره : استهم القوم إذا جالوا السهام ، واهتجم الحالب إذا حلب في الهجم ، وهو القدح الضخم.
قلت : وأقرب من ذلك : اكتحلت وادّهنت إذا تناول الكحل والدهن وأصاب منهما.
وكأنّ التمسح بالوجه والصدر والبطن وغيرها أيضاً استلام ، كما يعطيه كلام الفاضل في القواعد.
__________________
(١) الكافي ٤ : ٤٠٤ / ١ ، الوسائل ١٣ : ٣٢٤ أبواب الطواف ب ١٦ ح ١.
(٢) قرب الإسناد ٣١٦ / ١٢٢٦ ، الوسائل ١٣ : ٣٤٨ أبواب الطواف ب ٢٦ ح ١٠.