القسم ( الثاني : ما لا بدل لفديته ) على الخصوص ( وهو ) أيضاً ( خمسة : )
( الحمام ، وهو كل طائر يَهْدِر ) قيل : أي يرجّع صوته ويواصله مردّداً (١) ( ويعبّ الماء ) قيل : أي يشرب الماء كرعاً أي يضع منقاره في الماء ويشرب وهو واضع له فيه ، لا بان يأخذ الماء بمنقاره قطرة قطرة ويبلعها بعد إخراجه كالدجاج (٢).
وتفسير الحمام بذلك قد وقع في الشرائع والتحرير والتذكرة والمنتهى والمبسوط (٣) ، كما حكي.
ولعلّه يوافقه ما عن الأزهري أنه قال : أخبرني عبد الملك ، عن الربيع عن الشافعي أنه قال : كلّ ما عبّ وهدر فهو حمام ، يدخل فيه القماري والدباسي والفواخت ، سواء كانت مطوقة أو غيرها ، آلفة أو وحشية (٤) ، ثم قال : والعرب تسمّي كلّ مطوّق حماماً (٥).
وجعله المحقّق الثاني أعرف بين أهل اللغة (٦) ، مع أن المحكي عن أكثرهم كالصحاح وفقه اللغة للثعالبي وشمس العلوم والسامي وغيرها (٧) ما
__________________
(١) انظر كشف اللثام ١ : ٣٩٤.
(٢) انظر كشف اللثام ١ : ٣٩٤.
(٣) الشرائع ١ : ٢٨٦ ، التحرير ١ : ١١٦ ، التذكرة ١ : ٣٤٦ ، المنتهى ٢ : ٨٢٤ ، المبسوط ١ : ٣٤٦.
(٤) تهذيب اللغة ٤ : ١٦.
(٥) هذا من كلام الشيخ في المبسوط ، نقله في كشف اللثام ، وليس من كلام الأزهري كما توهمه العبارة.
(٦) جامع المقاصد ٣ : ٣١٠.
(٧) انظر كشف اللثام ١ : ٣٩٤.