وفي الخلاص إنه التقبيل.
وقال ابن سيدة : استلم الحجر واستلامه قبّله أو اعتنقه ، وليس أصله الهمزة.
وقال ابن السكيت : همزته العرب على غير قياس لأنه من السلام وهي الحجارة.
وفي السرائر والتحرير والتذكرة والمنتهى عن تغلب : أنه بالهمزة من اللأمة أي الدرع ، بمعنى اتخاذه جُنّة وسلاحاً.
وقال ابن الأعرابي : إن الأصل الهمز وإنه من الملاءمة أي الاجتماع.
وقال الأزهري : أنه افتعال من السلام وهو التحية ، واستلامه لمسه باليد تحرّياً لقبول السلام منه تبرّكاً به ، قال : وهذا كما يقال : اقترأت منه السلام ، قال : وقد أملى عليّ أعرابي كتاباً إلى بعض أهاليه فقال في آخره : اقترئ مني السلام ، قال : وممّا يدل على صحة هذا القول أن أهل اليمن يسمّون الركن الأسود : المُحيّا ، معناه أن الناس يحيّونه بالسلام. انتهى.
وفي المنتهى والتذكرة : إنه مأخوذ من السلام يعني إنه يحيّي نفسه عن الحجر ، إذ ليس الحجر ممّا يحيّيه ، كما يقال اختدم إذا لم يكن له خادم وإنما خدم نفسه.
وفي الصحيح : عن استلام الركن ، قال : « استلامه أن تلصق بطنك ، والمسح أن تمسحه بيدك » (١) وهو يحتمل الهمز من الالتئام المنبئ عن الاعتناق أو التلبس به كالتلبس بالأمة. ثم الركن غير الحجر وإن كان يطلق عليه توسّعاً ، ويحتمل ركنه وغيره.
__________________
(١) الكافي ٤ : ٤٠٤ / ١ ، الوسائل ١٣ : ٣٢٤ أبواب الطواف ب ١٥ ح ٢.