والمعتبرة بفضيلة الأمرين قولاً وفعلاً مستفيضة :
ففي الصحيح : « ثم انحدر ماشياً وعليك السكينة والوقار حتى تأتي المنارة وهي طرف المسعى فاسع مِلء فروجك وقل : بسم الله وبالله والله أكبر ، وصلّى الله على محمد وآله ، وقل : اللهم اغفر وارحم واعف عمّا تعلم إنك أنت الأعزّ الأكرم ، حتى تبلغ المنارة الأُخرى ، فإذا جاوزتها فقل : يا ذا المنّ والفضل والكرم والنعماء والجود اغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلاّ أنت ، ثم امش وعليك السكينة والوقار » (١).
ونحوه غيره إلى قوله : « حتى تبلغ المنارة الأُخرى » إلى أن قال : « ثم امش وعليك السكينة والوقار حتى تأتي المروة » (٢).
وفي الموثق : « إنما السعي على الرجال وليس على النساء سعي » (٣) ونحوه غيره (٤).
والمراد بالسعي فيهما الهرولة والإسراع في المشي دون العدو ، وهو المشار إليه في الصحيح المتقدم بقوله : « اسع مِلء فروجك ». هذا إذا كان راجلاً ، وإذا كان راكباً حرّك دابته بسرعة في موضع الرَّمَل إجماعاً كما عن التذكرة (٥) ، وللصحيح : « وليس على الراكب رمل ولكن ليسرع شيئاً » (٦).
__________________
(١) الكافي ٤ : ٤٣٤ / ٦ ، الوسائل ١٣ : ٤٨٢ أبواب السعي ب ٦ ح ٢.
(٢) التهذيب ٥ : ١٤٨ / ٤٨٧ ، الوسائل ١٣ : ٤٨١ أبواب السعي ب ٦ ح ١.
(٣) الكافي ٤ : ٤٣٤ / ١ ، التهذيب ٥ : ١٤٨ / ٤٨٨ ، الوسائل ١٣ : ٥٠٢ أبواب السعي ب ٢١ ح ٢.
(٤) الكافي ٤ : ٤٠٥ / ٨ ، الوسائل ١٣ : ٥٠٢ أبواب السعي ب ٢١ ح ١.
(٥) التذكرة ١ : ٣٦٦.
(٦) الكافي ٤ : ٤٣٧ / ٦ ، الفقيه ٢ : ٢٥٧ / ١٢٥٠ ، التهذيب ٥ : ١٥٥ / ٥١٥ ، الوسائل ١٣ : ٤٩٨ أبواب السعي ب ١٧ ح ٢.