إلاّ أنه ليس فيها أن صام الثلاثة أيام في الحج في نسخ التهذيب المروية عنه ، ولا ظفرنا بخبر آخر فيه ذلك ، وبذلك صرّح جماعة (١) ، ولكن ذكره الماتن في الكتابين والفاضل في القواعد والتذكرة كما قيل (٢) ، وفي المنتهى والمختلف (٣).
فالحكم بذلك مشكل ، بل المتّجه الإطلاق كما في التحرير (٤) ، ولكن ما هنا من التقييد بالحج أحوط.
ثم إنه ليس في الرواية أيضاً إضافة الكفارة إلى الصيد ، بل هي مطلقة ، لكن سياقها ظاهر في كفارته خاصة ، فإنّ فيها : « كل من أصاب شيئاً فداؤه بدنة إن عجز عنها أطعم ستين مسكيناً ، كل مسكين مدّاً ، فإن عجز صام ثمانية عشر يوماً ، ومن كان عليه شيء من الصيد فداؤه بقرة فعجز عنها أطعم ثلاثين مسكيناً ، فإن عجز صام تسعة أيام ، ومن كان عليه شاة فلم يجد فليطعم عشرة مساكين ، فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ».
وبشهادة السياق بذلك صرّح جماعة (٥) ، قال بعضهم : للنص على الصيد في الأخيرين (٦) ، وهو كما ترى.
ويمكن أن يمنع الشهادة ، بناءً على المختار من العبرة بعموم اللفظ والجواب ، لا خصوص المحلّ والسؤال ، وعليه فيدخل في عمومها الشاة
__________________
(١) منهم الفاضل الهندي في كشف اللثام ١ : ٤٠٣ ، وانظر المدارك ٨ : ٤٠٦.
(٢) انظر كشف اللثام ١ : ٤٠٣.
(٣) المنتهى ٢ : ٨٣٣ ، المختلف : ٢٧٢.
(٤) التحرير ١ : ١١٩.
(٥) منهم : الشهيد الثاني في المسالك ١ : ١٤٤ ، وصاحب المدارك ٨ : ٤٠٦ ، والفاضل الهندي في كشف اللثام ١ : ٤٠٣.
(٦) كشف اللثام ١ : ٤٠٣.