أيضا (١) بانعدام عنوان الوقف فيما إذا وقف بستانا ـ مثلا ـ ملاحظا (٢) في عنوان وقفه (٣) البستانية ، فخربت (٤) (*) حتى خرجت عن قابلية ذلك (٥) ،
______________________________________________________
لكونها جزءا من الموقوفة ، إذ «البستان» مركّب من العرصة والأشجار ، ومن المعلوم أن سقوط الأشجار عن الوقفية ـ لتبدلها بأخشاب ـ لا يوجب انتفاء وقفية العين.
قلت : إنّ العرصة وإن كانت جزءا من الموقوفة ، إلّا أنّ الواقف لم يجعلها وقفا لا بشرط الأشجار ، بل بشرطها ، فزوال عنوان «البستان» وانتهاء وقفيته يوجب سقوط وقفية العرصة من جهة فقد الشرط.
وإن كان غرض الواقف حبس العرصة على الموقوف عليهم على النحو الثالث أو الرابع ، لم يقدح ذهاب عنوان «البستان» في استمرار وقف العرصة ، هذا.
(١) يعني : كبطلان الوقف في صورة الخراب.
(٢) حال من ضمير الفاعل المستتر في «وقف».
(٣) أي : وقف البستان.
(٤) كذا في الجواهر أيضا ، والأولى «فخرب ، خرج» لرجوع الضمير المستتر إلى البستان.
(٥) أي : عن قابلية كونه بستانا.
__________________
(*) الأولى تبديل قوله : «فخربت» بأن يقول : «فتبدّلت» إذ الكلام في ذهاب العنوان الذي اخذ موضوعا في إنشاء الوقف ، لا مشيرا. فالمدار على ذهاب العنوان سواء أكان ذلك بالخراب أم بغيره ، كما إذا وقف بنت مخاض فصارت بنت لبون ، وهكذا ، فإنّ العنوان قد تبدل بدون الخراب.
نعم لا بأس بذكر الخراب من باب المثال ، لكونه في سياق سابقه من كون انعدام المنفعة المعتد بها لأجل الخراب. والأمر سهل.