تارة بالوجود (١) كالعبد الآبق ، وتارة بالحصول (٢) كالعبد الآبق المعلوم الوجود [وجوده] وبالجنس (٣) كحبّ لا يدرى ما هو ، وسلعة (٤) من سلع مختلفة وبالنوع (٥) كعبد من عبيد. وبالقدر (٦) ككيل لا يعرف قدره ،
______________________________________________________
نفسه وإلى غيره. وهو كما ترى. ولا يلزم هذا المحذور لو كان المقسم هو الغرر بمعنى مطلق الجهل ، إذ المقصود حينئذ استيفاء صور الجهل.
(١) هذا المورد الأوّل ، وهو الجهل بأصل الوجود ، بمعنى عدم العلم بحياة العبد الآبق.
(٢) هذا المورد الثاني ، وهو الغرر الشرعي بنظر الشهيد قدسسره ، للعلم بأصل الوجود ، والشك في حصوله بيد المشتري.
(٣) معطوف على «بالوجود». ولعلّ الأولى بالسياق أن يقال : «وثالثة بالجنس» وكذا ما بعدها.
وكيف كان فهذا هو المورد الثالث ، والظاهر أنّ مراده بالجنس ـ بقرينة التمثيل بالحبّة ـ هو الحقيقة والطبيعة النوعية ، لا الجنس المنطقي المندرج فيه حقائق مختلفة ، لوضوح أن حبّ الحنطة نوع من جنس الحب ، وحبّ الشعير نوع آخر منه ، وهكذا سائر الحبوب.
كما أنّ المراد بالنوع في المورد الرابع هو الصنف ، لا النوع المقول في المنطق على مثل الإنسان ، لأنّ مغايرة العبد الزنجي للرومي بما هو خارج عن الحقيقة الإنسانية ، فلكلّ نوع أصناف بلحاظ العوارض.
(٤) معطوف على «حبّ» كما إذا وضع متاع في صندوق لم يعلم أنّه ذهب أو فضة أو كتاب أو قماش أو شيء آخر. فالجهل بحقيقته غرر مفسد للبيع.
(٥) معطوف على «بالوجود» أي : ويتعلق الغرر والجهل رابعة بالنوع أي بالصنف.
(٦) معطوف أيضا على «بالوجود» أي : ويتعلق الجهل خامسة بالمقدار ، كما