الرابع : ما يعبد من دون الله ، قال تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْباطِلِ وَكَفَرُوا بِاللهِ) [سورة العنكبوت آية : ٥٢]. وقال : (أَفَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ) [سورة النحل آية : ٧٢] وسماء باطلا ، لأنه لا حجة لأهله يثبتون عبادتهم إياه بها.
والخامس : الظلم ، قال : (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ وَتُدْلُوا بِها إِلَى الْحُكَّامِ) [سورة البقرة آية : ١٨٨] أي : بالظلم. وبطلان الشيء : ذهابه ، فسمي الظلم باطلا ، لأن الله حكم فيه بأن يبطل ولا يثبت.
والمعنى على ما قال الحسن : هو أن يكون للرجل على صاحبه حق فإذا طالبه دعاه إلى الحاكم ، فيحلف له ، ويبطل حقه ، والحاكم يحكم على الظاهر. وأصل الإدلاء : إلقاء الدلو في البئر. ويقال : أدليت الدلو ، إذ أنزلتها في البئر ، وفي القرآن : (فَأَدْلى دَلْوَهُ) [سورة يوسف آية : ١٩] ثم صار كل إلقاء إدلاء ، يقال : أدلى فلان حجته ، إذا أرسلها على صحة ، ودلوت الدلو ، إذا أخرجتها من البئر ، ومنه دلى فلان إلى فلان ، إذا توسل به ، قال الشاعر :
فقد جعلت إذا ما حاجة عرضت |
|
بباب دارك أدلوها بأقوام |