أنا ربكم ، فقد أخبر أنه القادر عليهم ، وإذا كان كذلك فينبغي أن يخشى عقابه ، ولا يعصى ، ويرغب في ثوابه ، فيعبد ويطاع.
الثالث : الإيمان قال تعالى : (أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاتَّقُوهُ) [سورة نوح آية : ٣] ، أي : أن توحدوه ، ودليل ذلك قوله : (وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) [سورة النساء آية : ١٣١] ، ووضعه الكفر بإزاء التقوى دليل على أن المراد بالتقوى : الإيمان.
والرابع : الإخلاص ، قال الله تعالى : (فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) [سورة الحج آية : ٣٢].
والخامس : الانتهاء إلى المأمور به ، وترك تجاوزه ، قال : (وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها وَاتَّقُوا اللهَ) [سورة البقرة آية : ١٨٩] ، أي : انتهوا إلى أمره في ذلك ، ولا تجاوزوه.
وكل هذه الوجوه متقاربة ، يجوز قيام بعضها مقام بعض.