ومعنى الآية أن اليهود لا يزالون مقهورين أذلاء إلا أن يأخذوا بحبل الله ، أي : إلا أن يكونوا ذمة للمسلمين ، وعنى بالناس النبي عليهالسلام والمسلمين ، وهذا خبر غيب ، وفيه دلالة على صحة الدعوة ، وقال : (مِنَ اللهِ) [سورة آل عمران آية : ١١٢] ، أي : من أولياء الله.
ويجوز أن يكون عنى قولك لمن تعاهده إذا فعلت كذا ، فأنت أمين بأمان الله وأمان الرسول.
وقال الفراء : أراد إلا أن يعتصموا بحبل من الله فحذف لبيان المعنى ، وقال الأخفش : هذا مثل قوله تعالى : (لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً) [سورة آل عمران آية : ١١١] ، وهو استثناء خارج من أول الكلام ، وهو بمعنى لكن ، وليس بأشد من قوله : (لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً إِلَّا سَلاماً) [سورة مريم آية : ٦٢].