الرابع : الهداية ، قال الله تعالى : (وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنى) [سورة النحل آية : ٦٢] ، أي : يزعمون مع قبح فعلهم أنهم على الهداية ، وجاء في التفسير أن الحسنى هاهنا اليقين.
والمراد تصف ألسنتهم أن لهم الحسنى بدل ، أي : اليقين ، وهم كاذبون في ذلك ، أي : هم في شك أو شبهة وإن بدل من الكذب المعنى ، وتصف ألسنتهم أن لهم الحسنى ، وذلك الكذب لا جرم أن لهم النار رد لقولهم المعني جرم فعلهم هذا أن لهم النار ، أي : كسب ، والجرم الكسب.
وقال قطرب : أن في موضع رفع ، والمعنى وجب أن لهم النار ، وأنهم مفرطون مقدمون للنار ، وقرئ مفرطون بفتح الراء مع التشديد ، أي : متروكون كأنهم جعلوا مقدمين إلى العذاب متروكين فيه ، وقرئ مفرطون بكسر الراء وتشديده أي : فرطوا في الدنيا.