الأول : يعني : به الله تعالى ، قال : (وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْواءَهُمْ) [سورة المؤمنون آية : ٧١] ، قالوا : معناه لو اتبع الله أهواءهم ، ويجوز أن يكون الحق هاهنا هو الحق في قوله تعالى : (بَلْ جاءَهُمْ بِالْحَقِ) [سورة المؤمنون آية : ٧٠] ، : (وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُ) [سورة المؤمنون آية : ٧١] ، أي : لو كان التنزيل بما يحبون لفسدت الأمور ، وفسر قوله أيضا : (وَتَواصَوْا بِالْحَقِ) [سورة العصر آية : ٣] ، أي : أن الله واحد ، وهذا بعيد ، والصحيح أن بعضهم يوصي بعضا باستعمال الحق وترك تجاوزه.
الثاني : القرآن ، قال الله : (حَتَّى جاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ وَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُ) [سورة الزخرف آية : ٢٩ ـ ٣٠] ، يعني : القرآن قالوا : هذا سحر ، وإنما سموه سحرا لخفاء مسلكه عندهم ، وقال : (بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ) [سورة ق آية : ٥] ، وقال : (فَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنا قالُوا لَوْ لا أُوتِيَ مِثْلَ ما أُوتِيَ مُوسى) [سورة القصص آية : ٤٨] ، أو لم يكتفوا من الدلالة بالقرآن مع عجزهم عنه فطلبوا مثلا آيات موسى فأخبرهم أنهم مع تلك الآيات أيضا كفروا على الحجة في القرآن أبلغ منها في قلب العصا حية ؛ لأن التحدي بالقرآن قد وقع على قوم كان صناعتهم الكلام.
وكان السحر في أيام موسى عليهالسلام في القليل من الناس كهو فينا اليوم ، ولأن القرآن يبقى على الأيد ويقف عليه في الأطراف ، من لا يقف على أمر للعصا إلا بالإخبار.
الثالث : الإسلام ، قال الله تعالى : (وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ) [سورة الإسراء آية : ٨١] ، يعني : مجيء الإسلام وذهاب الشرك ، والزهوق الهلاك ، وقال : (لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْباطِلَ) [سورة الأنفال آية : ٨] ، أي : ثبت الإسلام ويزيل الشرك.
الرابع : العدل ، قال الله : (يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللهُ دِينَهُمُ الْحَقَ) [سورة النور آية : ٢٥] ، أي : جزاءهم العدل : (أَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ) [سورة النور آية : ٢٥] ، وقربت منه : (بَلْ جاءَهُمْ بِالْحَقِ) [سورة المؤمنون آية : ٧٠] ، أي : بالعجز ، ويجوز أن يكون اسلم عنى بالصدق ، ويجوز أن يكون الحق هاهنا خلاف الباطل ؛ لأنه قال : (وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ) [سورة النور آية : ٧٠] ، على حسب ما تقول : الحق مر.