وأجود من هذا أن يقال : الإيثار اختصاص الشيء دون غيره مأخوذ من قولهم : هو عندي من أهل الأثرة ، أي : من أهل الاختصاص ، وذلك لما يظهر فيه من آثار الصلاح ، والاختيار إرادة الشيء دون غيره ، لما فيه من الخير.
وسميت الإرادة اختيارا ؛ لأن المريد من الأجسام لا يريد في الأغلب إلا الخير في الحقيقة ، أو ما هو عنده خير ثم اتسع فيه فسميت كل إرادة أوثر بها على شيء اختيارا ، وسميت أفعال الجوارح اختيارا تفرقة بين حركة البطش ، وحركة المرتعش ، كأنه سمي المختار منه اختيارا ، كما سمي المشتهي شهوة ، والمسروق سرقة.