استحقاق الرأفة والرحمة اللاتي جعلهما للمؤمنين ، ويجوز أن يكون الدين هاهنا بمعنى الملة ، وقيل : في طاعة الله ، وقيل : لا تأخذكم بهما رأفة فتقصروا في دين الله.
الرابع : الطاعة ، قال الله : (ما كانَ لِيَأْخُذَ أَخاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ) [سورة يوسف آية : ٧٦] ، أي : في طاعته ، وقد دان الناس لملكهم إذا أطاعوه ، قال الشاعر :
لئن حللت بحيّ في بني أسد |
|
في دين عمرو وحالت بيننا فدك |
الخامس : الملة ، قال الله : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) [سورة الفتح آية : ٢٨] ، أي : ليعلو على كل دين يدان به ، والظهور العلو ، وظهر فوق البيت علاه ، وقوله : (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ) [سورة آل عمران آية : ١٩] ، وقال : (ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) [سورة التوبة آية : ٣٦] ، أي : الملة المستقيمة.
وقال بعض الشعوبية : الدين فارسي واستدل على ذلك بأن الدين يوجد في كتب الفرس القديمة فقالوا دين ذو يرى على قديم الدهر من قبل أن تدخل العربية أرضهم ، يعنون خطا يكتبون به علوم دينهم ، ونحن لا نعرف هذا ، والصحيح أن الدين عربي معروف.