كلاما حسنا ، لأن القول هو الكلام ، وليس زيد هو القول ، ورفع السّلام الأخير ، كأنه قال حين أنكرهم : هو سلام إن شاء الله ، فمن أنتم ولو كانا جميعا نصا لجاز.
الثالث : الثناء الحسن ، قال تعالى : (سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ) [سورة الصافات آية : ٧٩] ، وقوله : (سَلامٌ عَلى إِبْراهِيمَ) [سورة الصافات آية : ١٠٩] ، : (سَلامٌ عَلى مُوسى وَهارُونَ) [سورة الصافات آية : ١٢٠] ، أراد الثناء الحسن عليهم ، ويجوز أن يكون أراد قول المسلمين عند ذكر الأنبياء عليهمالسلام.
الرابع : السلامة من الشر ، قال الله : (يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ) [سورة الأنبياء آية : ٦٩] ، وقال : (فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ) [سورة الواقعة آية : ٩١] ، أي : إنك ترى لهم ما تجب من السلامة ، وقد علمت ما أعد لهم من الجزاء ، كذا قال الزجاج ، وليس بالوجه ؛ لأنه ليس على مقتضى لفظ الآية.
والصحيح أنه أراد أن لك من إيمانهم وطاعتهم لله الخير عند الله ، لأنهم آمنوا بدعائه وهدايته ، " ومن سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها" (١) أي : مثل أجره ، ويجوز أن يكون المراد أنك مسرور بثوابهم فجعل سروره ..... (٢)
الخامس : بمعنى تسليم الشيء إلى صاحبه ، قال : (ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَ) [سورة الحجر آية : ٤٦] ، وكذلك قوله : (ادْخُلُوها بِسَلامٍ) [سورة ق آية : ٣٤ ، الحجر : ٤٦] ، أي : قد سلمت إليكم فخذوها مهنأة ، ويجوز أن يكون معناه ادخلوها مع السلامة من الآفات ، والسّلام والسلامة واحد مثل الضلالة والضلال ، والجلالة والجلال.
السادس : التحية ، قال : (سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ) [سورة الرعد آية : ٢٤] ، أي : يدخل الملائكة عليهم مسلمين مهنئين ، ونحوه قوله : (فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ) [سورة
__________________
(١) أخرجه ابن ماجه من حديث جرير بن عبد الله (٢٠٣) ، وأحمد في مسنده (١٨٧١٧) ، والدارمي (٥١٢) ، وابن خزيمة في صحيحه (٢٣١٨) ، والبيهقي في السنن الكبرى ج ٤ / ١٧٦ ، وله شاهد آخر من حديث أبي جحيفة السوائي أخرجه ابن ماجه (٢٠٧).
(٢) طمس في المخطوط.